في نفس الوقت الذي كانت فيه الوزيرة الإسرائيلية تتجول في مسجد إماراتي وتبكي فرحًا خلال عزف النشيد الوطني للصهاينة، كانت 3 أسر فلسطينية تواري أطفالها الثلاثة الثرى، بعد أن استشهدوا بقصف صهيوني خلال لهوهم في غزة. لم تكن الوزيرة الصهيونية ميري ريجيف وحدها هي السعيدة في بلاد العرب، بل كانت فريق الجمباز الإسرائيلي يستكمل البطولة في الدوحة ورئيس حكومة الاحتلال يتابع الصور التي التقطتها العدسات له في عمان. الفضيحة ربما لم يسبق لها مثيل، أن يتم التطبيع الثلاثي مع الصهاينة بهذا الشكل فيما يواصل مجرمو الجيش الصهيوني القتل والقصف والاعتقال في فلسطين. وفي تقرير نشره “المركز الفلسطيني للإعلام” أكد أن الحزن في المدينة الصغيرة، قهرًا ووجعًا على الأطفال الثلاثة الذين مزقت صواريخ “إسرائيل” أجسادهم الغضّة وحرقتها، وحرقت معها الجمال والبراءة، في وقت كانت فيه “تل أبيب” تحتفي بأمواج التطبيع العاتية التي تضرب في العمق العربي. ونقل تصريح رئيس المكتب السياسي لحركة “حماس”، إسماعيل هنية، الذي قال خلال تشييع الشهداء: “أعتقد أن رسالة غاضبة توجه في وجه كل المطبعين، الذي يستقبلون الاحتلال، ووزراء الاحتلال، والفرق الإسرائيلية الرياضية، وهي أن هذه الدماء هي التي تكتب تاريخنا بالدم والشهادة”، مشيرًا إلى أن كل محاولات التطبيع لن تغير الحقيقة، مضيفاً: إن هذا العدو لن يكون له مكان على الخارطة، وكل محاولات التطبيع لن تغير الحقيقة. تطبيع ثلاثي زار نتنياهو العاصمة العمانيةمسقط الخميس الماضي، وأعلن عن الزيارة في التلفزيون الرسمي للدولة يوم الجمعة، وقال فيها: وصل دولة رئيس الوزراء الإسرائيلي، إلى مسقط، والتقى السلطان قابوس بن سعيد، وناقشا سبل دفع عملية السلام إلى الأمام، والقضايا ذات الاهتمام المشترك” في زيارة احتفت بها الأوساط الإسرائيلية كثيرًا، ووصفها مراقبون أنها حدث كبير على مستوى التطبيع، في حين قال وزير خارجية السلطنة: إن “إسرائيل” دولة من دول الشرق الأوسط. كما وصل وفد رياضي إسرائيلي إلى قطر للمشاركة في بطولة العالم للجمباز، التي بدأت في 25 أكتوبر، وستستمر حتى ال3 من نوفمبر المقبل. ورفع علم “إسرائيل” في حفل افتتاح البطولة، كما عزف النشيد الإسرائيلي لأول مرة في مناسبة رياضية تنظمها دولة عربية. وليس بعيدًا، في قلب دولة الإمارات العربية المتحدة، تجولت الوزيرة الإسرائيلية ميري ريجيف في مسجد الشيخ زايد في العاصمة أبو ظبي، والتي كانت قد وصفت الأذان ب”نباح الكلاب”. وتوجد الوزيرة الإسرائيلية رفقة فريق إسرائيلي يشارك في بطولة للجودو، حيث لاقت تلك المشاركة معارضة شعبية عربية، في حين ظهرت الوزيرة أمس واليوم، في “عزف للنشيد الوطني الإسرائيلي” بعد فوز إسرائيليين في مجريات البطولة، وظهرت باكية من شدة الفرح. لا يعلم خالد وعبد الحميد ومحمد معنى التطبيع ولا يعلمون أن التطبيع مع العدو الإسرائيلي قتلهم قبل أن تقتلهم آلة الحرب الإسرائيلية المجرمة، كل الذي علموه أن كيانًا “غريبًا” استوطن بلادهم، وسرق خيراتها، وأحال حياة أهلها عذابًا، يقتل ويشرد وينكل ويحرم، وكل شيء محرم يفعله. رسالة غاضبة وخيم الحزن في المدينة الصغيرة قهرًا ووجعًا على الأطفال الثلاثة الذين مزقت صواريخ “إسرائيل” أجسادهم الغضّة وحرقتها، وحرقت معها الجمال والبراءة، في وقت كانت فيه “تل أبيب” تحتفي بأمواج التطبيع العاتية التي تضرب في العمق العربي.