تهديدات ودعوات لمنع توريد الأسلحة وتخطيط لفرض عقوبات، بمثل هذه الكلمات علقت الدول الغربية على الرواية السعودية بشأن مقتل الصحفي جمال خاشقجي داخل قنصلية بلاده في مدينة إسطنبول التركية في 2 أكتوبر الجاري. الولاياتالمتحدة أعلنت عن خطط لفرض عقوبات على 21 مسئولا سعوديا من الضالعين في قتل خاشقجي مشددة على أن العقوبات لن تكون الكلمة الأخيرة في هذا الشأن، فرنسا بدورها أعلنت أنها ستفرض عقوبات على السعودية حال ثبوت مسئوليتها عن مقتل خاشقجي، كما شددت رئيسة الوزراء البريطانية تريزا ماي على أن بلادها ستمنع المشتبه بضلوعهم في قتل خاشقجي من دخول البلاد. أما أعضاء البرلمان الألماني فقد دعا عدد منهم إلى اتخاذ مزيد من الإجراءات الدولية ردا على مقتل خاشقجي بعد إعلان المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل أن صادرات الأسلحة إلى السعودية أصبحت مستحيلة وتعد السعودية الأكثر استيرادا للأسلحة بين دول العالم حسب إحصاءات صادرة عن معهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام والذي أظهر أن 18% من إجمالي الصادرات الأمريكية من السلاح بين عامي 2013 و2017 هي للسعودية. الدعوات الأوروبية المطالبة بإيقاف تجارة الأسلحة مع السعودية لم تقف عند هذا الحد لتتحول إلى واحدة من ابرز الأجندات التي تشغل الاتحاد الأوروبي، فبعد ألمانيا خرجت أصوات أوروبية عدة تطالب الحكومات بالاقتداء ببرلين فيما يخص تجارة الأسلحة مع السعودية . وفي هولندا وعقب قبول اقتراح إيقاف تجارة الأسلحة مع السعودية بأغلبية ساحقة في البرلمان دعا رئيس الوزراء مارك روتا دول الاتحاد الأوروبي إلى تبني قرار بلاده فيما يتعلق بتقليص تجارة الأسلحة مع السعودية وفي بريطانيا طالبت المعارضة المتمثلة في حزب العمال بإيقاف تجارة الأسلحة مع الرياض وقال زعيم الحزب جيرمي كوربن إن إدانة الحكومة مقتل خاشقجي خطوة مهمة لكنها غير كافية وتساءل حول إمكانية أن تلغي الحكومة تجارة الأسلحة مع السعودية . من جانبه أكد زعيم حزب بودي موس الإسباني بابلو اجليسياس أنه سيطالب حكومة بلاده مجددا بإيقاف تجارة السلاح مع السعودية داعيا إياها إلى دعم قرار الحكومة الألمانية في هذا الصدد، ومن بلجيكا جاءت الدعوات المطالبة بإيقاف تجارة الأسلحة مع السعودية على لسان نائب رئيس الوزراء ألكسندر دور الذي أكد ضرورة التصرف في مثل هذه الحالات بطريقة إنسانية والاقتداء بالخطوة الألمانية. هذه التحركات والدعوات يفسرها تقرير لصحيفة التايمز البريطانية التي قالت إن الغرب كان لديه أمل بأن تحل الأزمة من خلال الضغط الدبلوماسي لكن اعتراف الرياض بالقتل يفسر بأنه تحد ولن يكون هناك مخرج سوى بتنحي ولي العهد محمد بن سلمان.