كيف تغيرت بوصلة إعلام السيسي خلف “الكفيل” في مقتل “جمال”؟

تتغير بوصلة إعلام السيسي طبقًا للتوجيهات القادمة من جهاز الشؤون المعنوية؛ فمع بداية أزمة اغتيال الصحفي السعودي جمال خاشقجي تحرك المؤشر نحو استمرار الدعم المالي والنفطي، وبعد اعتراف الرياض بقتل الرجل قالوا إنها محاولة ابتزاز تركية أمريكية.
وحسب تقرير بثته قناة “وطن”، مساء الإثنين، فبين ليلة وضحاها تحولت نغمة الإعلام التابع لسلطات الانقلاب من اتهام دولتي قطر وتركيا باختطاف الصحفي السعودي جمال خاشقجي إلى التحذير من مخططات لإسقاط السعودية وتقليص دورها في المنطقة.
خلال أسبوعين وتحديدًا منذ اختفاء خاشقجي في 2 أكتوبر الجاري بعد دخوله قنصلية بلاده في إسطنبول هاجم الإعلام الانقلابي بمصر الصحفي السعودي بشدة ووصفه بالكاره لمصر، كما سيطرت فكرة وجود مؤامرة من جماعة الإخوان المسلمين وقطر ضد السعودية على تغطية الإعلام المصري لقضية خاشقجي.
ولم يتوقف الهجوم الإعلامي على خاشقجي وتركيا وقطر والإخوان بل امتد إلى خطيبته التركية خديجة جنكيز؛ التي هوجمت بالكثير من التجريح والإهانة الشخصية كما وصفت بالإرهابية وعميلة المخابرات.
ومع اعتراف السعودية بقتل خاشقجي، والادعاء بأن ذلك تم بسبب “شجار” داخل القنصلية، واصلت وسائل الإعلام المصرية تبني رواية الرياض للأحداث، وتبارى الإعلاميون في برامج التوك شو لتأكيد أن جهازا سياديا سعوديا أخطأ وتجري محاسبته وأنه يجب الوقوف مع المملكة ضد ما وصفوها بمحاولات الابتزاز التركية والأمريكية.
وعلى مواقع التواصل الاجتماعي أثارت تغطية إعلام الانقلاب لمقتل خاشقجي الكثير من السخرية، ودفعت الإعلامي يوسف حسين إلى تخصيص فقرة في برنامجه “جو شو” للتعليق على هذا الأداء المدافع عن السعودية.
وبحسب مصادر مقربة من دائرة قائد الانقلاب العسكري عبدالفتاح السيسي فقد أصدر تعليمات إلى وسائل الإعلام الموالية له بعدم نشر موضوعات محلية أو غربية عن مصير ولي العهد السعودي محمد بن سلمان واحتمال إقالته من منصبه، وبخاصة مع بروز تساؤلات إعلامية عما إذا كانت هناك أي تسوية عقدتها السعودية مع الولايات المتحدة الأمريكية تتضمن رحيل بن سلمان عن منصبه.