قال وائل قنديل الكاتب الصحفي، إن الحديث في مصر الآن هو حديث الجرافات فلا صوت يعلو فوق صوت جرافات العسكر من تجريف الجثث لتجريف الحياة السياسية لتجريف إناسنية البشر. وأضاف قنديل، في حلقة "على مسئوليتي" على قناة الجزيرة مباشر مصر، الفيديو المذاع عن تجريف الجثث في مشهد لم يره العالم في أعتى الحروب بين أشد الأعداء أعتقد أن من فشل في هذا الاختبار الإنساني في بؤس شديد. وتابع قنديل "اتحدث مع من لديه استعداد ليعي و يفكر و يشعر أما من استقالوا من عالم الإنسانية و نزعوا من رؤوسهم كل بؤر التفكير و يحشوها بحكاوى إعلام سميك الجلد غليظ القلب فهذا شأنه". وأكمل نتابع صور شديدة الغرابة منذ أسبوع خاصة فيديوهات حرق المشايخ " علي جمعة، عمرو خالد ، و سالم عبدالجليل " و التي تعمد الانقلابيون تسريبها و لكن عبدالجليل أبرأ ذمته من تهمة إباحة قتل المتظاهرين و لكن تستوقفنا طريقة التسريب و طريقة تسجيل الفيديوهات الثلاثة في نفس المكان و كأن لا هدف من هذا سوى حرق الشيوخ. ولفت إلى أنه يتم تصميم شعارات ضخمة ومعارك افتراضية " الحرب على الإرهاب" نفس شعار إسرائيل في سحق غزة وأمريكا في سحق أفغانستان؛ لتبرير أفعال الانقلابيين الوحشية من قتل عمدي و حرق للجثث و المعتقلين و إجراء اعتقالات بالجملة ؛ فضلا عن فتح باب البذاءات على مصراعيه فعندما تتراقص إمرأة في مجون لا يليق أبدا في ثورات و تغني " احنا عبيد البيادة"لابد أن نعود قليلا بالذاكرة لنسترجع ما أفرزته ثورة 25 يناير من منتجات فنية راقية كشباب المطربين اللذين غنوا كلمات بسيطة شديدة التأثير بأصوات رائعة. وحول الدستور الذي وضعه الانقلابيون، اوضح أنه يتم الآن تجريف أكثر من 100 مادة من دستور الثورة ودهسوا الدباجة المؤكدة على أن هذا هو دستور مصر ووثيقة ثورتها السلمية الذي فجرها شبابها الواعد و أيدها شعبها الصبور ؛ لذلك دلالة لا تخطئها عين و هي أن الدستور القادم يراد له أن يكون مقطوع الصلة تماما بثورة يناير لا يعبر عنها ولا يشرع لتحقيق مطالبها. و أشار قنديل إلى الأخبار التي باتت تنشر يوميا عن زوار الفجر اللذين يختطفون الفتيات والشباب وتتعقب كل من كان له صلة بالمظاهرات الرافضة للإنقلاب في مناخ بوليسي ذو مظلة عسكرية وكأن هناك إصرارا واتفاقا على تأديب هذا الشعب. وعرج على ما تعرض له الدكتور محمد البلتاجي منذ اندلاع الإنقلاب ليؤكد على أن التاريخ سيقف كثيرا عند تضحياته مؤكدا أن أسماء البلتاجي لم تقنص بالصدفة بل عن عمد لأنها ابنة محمد البلتاجي تماما كما اعتقل شقيقها لنفس السبب.