“اعمل نفسك ميت”.. وفق هذه النصيحة التي أطلقها الفنان الراحل علاء ولي الدين في فيلم الناظر، تحرك إعلام السفيه قائد الانقلاب عبد الفتاح السيسي، عقب وصف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، سفيه الانقلاب بأنه “قاتلٌ لعينٌ”، حسبما ورد في كتاب “الخوف” للصحفي الأمريكي بوب وودورد. وبحسب ما ذكرته صحيفة “نيوزويك”، استشهد ترامب في حديثه مع وودورد بشأن مخاوفه بالمكالمة التي أجراها مع السفيه السيسي لمناقشة الإفراج عن آية حجازي، الناشطة المصرية التي تحمل الجنسية الأمريكية التي اعتُقلت في عام 2017، وينقل الكتاب عن ترامب قوله لمحاميه وهو يحدثه عن المكالمة مع السفيه: ” وودورد تذكر من الشخص الذي أتحدث إليه؟ إنه قاتل لعين، سوف يجعلك تتصبب عرقاً في المكالمة”. تقول الناشطة لبنى رضوان: “متشوقة أعرف إعلام السيسي هيتعامل إزاى مع المصيبة اللى جت فى الكتاب، ده فى حق رئيسهم.. يا ترى هيستعبطوا ويتجاهلوا وهيعملوا من بنها ولا هيردوا.. طب هيجرؤوا يقولو أصلا ترامب قال عنه إيه وهيقدروا يجيبوا شتيمة ترامب الوقحة والمهينة لسلامته”. تحريض الباز الرد السريع جاء من إعلام السفيه السيسي وفق قاعدة “اعمل نفسك ميت”، ولأن أفضل حل للدوشة التي أثارها ترامب عندما شتم السفيه السيسي، هو “التدويش” بدوشة أكبر من دوشتها، جاء الرد سريعا بتلك الفرقعة التي تزعمها الإعلامي محمد الباز عندما قال: "لو في حد مصري يطول معتز مطر أو أيمن نور أو محمد ناصر يقتلهم، ولو هتقول لي إنت بتحرض على القتل، آه بحرض على القتل، وإذا أتيح لأحد أن يقتلهم فليفعل". كان ذلك التحريض كفيلا بأن يغطي ولو قليلا على فضيحة شتم ترامب للسفيه السيسي، حيث تلعثم لسان إعلام الانقلاب بل وأصابه الشلل، لأن الشتيمة لم تأت من مصري معارض أو حتى مؤيد، لذلك حرض الإعلامي محمد الباز على القتل المباشر على الهواء، وهو يتمنى أن تثور الدنيا ضده وتنهال عليه الشتائم بدلا من الزعيم السفيه. "الباز"، الذي تربّى في مواخير الصحافة الصفراء، بات يشغل منصب رئيس مجلسي إدارة وتحرير جريدة الدستور، قال عن أيمن نور ومعتز مطر: "لو كنا منصفين، فهؤلاء الأشخاص يستحقون القتل"، ولا يُعد هذا التحريض المباشر على قتل المعارضين المصريين الأول من نوعه، فقد سبق أن أطلق بعض الساسة والإعلاميين المؤيدين لسلطة الانقلاب تصريحات مماثلة على مدار أكثر من خمس سنوات بدأت في 30 يونيو 2013. إجرام الإعلام وكتب نور- على حسابه بموقع تويتر- “هل وصل إجرام النظام إلى هذا الحد؟!، سنلاحقهم كقتلة ومحرضين على القتل، في الداخل والخارج”. وتقدم نور ببلاغ إلى رئيس المجلس الأعلى للإعلام مكرم محمد أحمد للتحقيق في الواقعة التي رأى أنها تتصادم مع كافة القوانين والأعراف المهنية، كما تقدم ببلاغ للنائب العام الذي يتبع في الحقيقة سلطات الانقلاب. أما الإعلامي محمد ناصر، فاكتفى بنشر رابط لتحريض الباز ضده، وكتب على تويتر: “المخبر الصحفي محمد الباز: أيمن نور ومعتز مطر ومحمد ناصر، من استطاع أن يقتلهم فليفعل!”. كيمياء الظلم! يشار إلى أن العلاقة بين السفيه السيسي وترامب الذي يدعم الانقلاب العسكري “ودية”، وسبق أن وصفها الرئيس الأمريكي في أكثر من مناسبة بأنها “كيمياء مشتركة”، ومنذ استيلائه على السلطة عام 2014، يواجه السفيه السيسي اتهاماتٍ بانتهاك حقوق الإنسان، وتنفيذ اعتقالات جماعية ومحاكمات عسكرية للنشطاء ورافضي الانقلاب. كما يُتهم السفيه السيسي بالمسئولية عن “مجزرة رابعة” التي نفذها الجيش عام 2013، لفض اعتصام مؤيدي شرعية الرئيس محمد مرسي والتي راح ضحيتها، بحسب تقارير دولية، نحو 5000 شهيد، ما بين نساء ورجال وأطفال. وفي الثالث من يوليو 2013، انقلب وزير الدفاع في ذلك الوقت السفيه السيسي على أول رئيس مدني منتخب في تاريخ مصر محمد مرسي، وأعلن عزله، واحتجزه في مكان غير معلوم، وعطّل العمل بالدستور، وصدرت أوامر باعتقال المئات من أعضاء جماعة الإخوان المسلمين أحيلوا لاحقا إلى المحاكمة، وصدرت أحكام بإعدام العديد منهم.