أن يتآمر الغرب وأمريكا على تركيا فهذا أمر متوقع، فلن يقبل هؤلاء تحررًا سياسيا اقتصاديا لدولة مسلمة، لكن أن يفرح إعلام عصابة الانقلاب العسكري في مصر بأي هزة تصيب تركيا أو أي بلد مسلم يمثل قوة حقيقية لأمتنا، فهذا مستوى أخلاقي منحط، والأكثر وقاحة من يشارك في الحرب على تركيا. وعقَّب الإعلامي المطبل للانقلاب أحمد موسى، على انخفاض الليرة التركية قائلًا: "الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في حالة انهيار عقب سقوط الليرة التركية"، متابعًا ساخرًا: "أردوغان سلم النمر.. ودماغوا لسعت وقرر ينتحر"، وأضاف أن الليرة التركية تواصل الانهيار أمام الدولار؛ وهذه الصفعة التى أخذها الرئيس التركي عقب التغييرات التى أحدثها في بلاده، معلقًا: "فرحان في أردوغان لأنه يقود الحرب على مصر.. اللى ييجي على بلدنا.. والجماعة لما تدخل دولة بدمرها وربنا بيورينا". شماتة عصابة السيسي وأشار "موسى"- وهو من الإعلاميين المكروهين في مصر- إلى أن الاقتصاد التركي ينهار بسبب تويتة كتبها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ضد تركيا، مضيفًا: "أردوغان كان فاكر نفسه دكر وهو كاذب وفاشل وطلع على شعبه بيقول صبحوا على بلدنا بليره أو دولار"، وتساءل: "لماذا لم يحوّل أردوغان أمواله في الخارج إلى الليرة التركية لإنقاذ الاقتصاد؟ ولماذا لا تقف قطر مع تركيا؟". من جانبه أكد الداعية الكويتي وعضو رابطة علماء الشريعة لدول مجلس التعاون الخليجي، ناظم المسباح، أن الوقوف مع تركيا في أزمتها الراهنة ومواجهتها للحرب الاقتصادية التي تستهدف عملتها الوطنية هو مطلب شرعي، وقال في تدوينات له عبر حسابه بموقع التدوين المصغر "تويتر" رصدتها "الحرية والعدالة": "القيادة التركية الحالية جاءت برغبة شعبية متميزة ملتفة حول هذه القيادة التي ترفع شعار الإسلام لحل مشاكل تركيا، فدعمها مطلب شرعي". وأضاف في تغريدة أخرى: "تؤكد التجارب أن أي دولة تحاول اتخاذ الإسلام منهجا شاملا لها تكون مستهدفة من أعداء الملة (ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم)، وما فعلوه بضرب تركيا اقتصاديا كان متوقعا."، ونفت الرئاسة التركية مساء أمس الأحد أن يكون الرئيس رجب طيب أردوغان أطلق في أي من تصريحاته مسألة وضع الدولة يدها على الودائع كحل لأزمة الليرة الحالية، مؤكدة أن البلاد تتعرض لحرب اقتصادية وعمليات خداع للرأي العام. مؤامرة خارجية وأكد رئيس مكتب الاتصالات بالرئاسة فخر الدين ألتون- في سلسلة تغريدات له- أن الرئيس لم يطرح إطلاقا في أي من تصريحاته مسألة وضع الدولة يدها على الودائع، وذكر أن أردوغان قال بكلمته، الأحد، خلال لقاء مع رجال أعمال بولاية طرابزون شمال شرقي البلاد: "اعلموا أن دعم صمود هذا الشعب ليست مهمتنا وحدنا، بل يشاركنا فيها الصناعي والتاجر. وإلا سنضطر إلى تطبيق الخطة باء والخطة جيم". وشدّد ألتون على أنه من غير المقبول محاولة توتير الشعب والأطراف الفاعلة بالسوق من خلال إنتاج سيناريوهات افتراضية، في الوقت الذي لم يكشف بعد الرئيس أردوغان عن تفاصيل الخطتين، وفي تعليقه على تقلبات سعر صرف الدولار مقابل الليرة، لفت رئيس مكتب الاتصالات بالرئاسة إلى أن ذلك نتاج عمليات خداع للرأي العام وجزء من الحرب الاقتصادية على البلاد. وجدد المسئول التركي تأكيده أن بلاده ستخرج منتصرة من هذه الحرب بفضل تكاتف الشعب والدولة، وقوة البلاد واقتصادها، وكان أردوغان قد جدد الأحد إرجاع تدهور الليرة إلى "مؤامرة خارجية"، مؤكدا أن بلاده ستبحث عن أسواق جديدة وحلفاء آخرين، في إشارة كما يبدو إلى تخلي أنقرة عن حليفتها واشنطن.