لا يخلو حديث لقائد الانقلاب العسكري عبد الفتاح السيسي عن التقشف والفقر والجوع، بينما يئن الغلابة من ارتفاع الأسعار، ويكون الشعار دائمًا في مواجهة صراخ الجائعين: "إحنا نجوع بس نبنيها". ويطالب السيسي الشعب المصري مرات عديدة بالصبر والتحمل، ويمنع الاستيراد بدعوى أن المصريين يستوردون سلعا غير ضرورية، ولكن السيسي في الوقت ذاته لا يرتدي ولا يشرب ولا يركب إلا كل ما هو مستورد، ومن الماركات العالمية غالية الثمن، بحسب نشطاء ومراقبين. ورصد "إنفوجراف" لصحيفة عربية، أسعار الماركات العالمية التي يرتدي منها السيسي ملابسه وساعته، حتى الدراجة التي يخرج بها على المصريين ويستعرض بها هوايته. وكشف "الإنفوجراف" عن أن بدلة السيسي الرياضية ماركة أرماني، إيطالية الصنع، وسعرها حوالى 8 آلاف جنيه. في حين تأتي دراجة السيسي من ماركة "بيجو" العالمية، فرنسية الصنع وسعرها حوالي 10 آلاف جنيه، وساعة السيسي من ماركة أوميجا السويسرية بخمسين ألف جنيه، ومياه السيسي من ماركة إيفيان الفرنسية وسعر الزجاجة 40 جنيها. ردود خالتي بمبا إلا أن السيسي حينما سئل خلال اليومين الماضيين بالمؤتمر الوطني السادس للشباب، بأن هناك دعوات دائمة من النظام للفقراء بالتقشف من أجل ظروف البلاد، فلماذا لا تطبق سياسة التقشف على مسئولي الحكومة ونواب البرلمان. فما كان من السيسي إلا أن ضحك ضحكة عريضة حتى استلقى على ظهره، وأدى دوره التمثيلي الشهير، واستعان بردود "خالتي بامبا" من التراث الشعبي، قائلا: "طب ما انتوا بتاكلوا في رمضان أكل كتير جدا وبيترمي ربعه". ولم يفوت السيسي فرصة لعب دور "المغيب" حينما سبح يمينا ويسارا للخروج من مأزق السؤال، ليستعين بوزير الكهرباء ويحدثه عن مديونية الحكومة للكهرباء، والإجراءات المتخذة لضمان سداد هذه المديونية، ليبلغه وزير الكهرباء باتفاقه مع الحكومة لسداد مديونياتها، ثم يضحك السيسي بدون مناسبة ويترك الجمهور ليضحك هو الآخر، ولم يشنّف آذان الفقراء برد مفهوم عن سر دعوات التقشف للغلابة مقابل الإسراف للحكومة. وقال السيسي: إن الدولة تُحاول بقدر الإمكان أن تُقلل إنفاقها، ممازحًا المواطنين: "هو إنتوا عاوزين بس الحكومة اللي ترشد الاستهلاك، أمال انتوا بتعملوا إيه في رمضان!". وأضاف خلال فقرة "اسأل الرئيس"، ضمن المؤتمر الوطني السادس للشباب: "ربع الأكل اللي بيتعمل في رمضان بيترمي"، فيما ردت مواطنة ضاحكة: "كان زمان". ليدخل بعدها علي عبد العال، رئيس برلمان العسكر، ليجود على حديث السيسي، بأن رواتب أعضاء البرلمان تأتي في ذيل دول العالم إذا تمت مقارنتها، حيث يتقاضى كل نائب 5 آلاف جنيه فقط في الشهر، بجانب بدل حضور جلسات بمبلغ 180 جنيهًا لكل جلسة. وأضاف "عبد العال" أن "هناك تذاكر سفر للنواب الموجودين في المناطق النائية، وده معمول به في كل الدول، وكذلك الدول الأقل من مصر نموًا ودخلًا"، موضحًا أن البرلمان من المؤسسات التي بادرت بالتقشف. ولم يذكر عبد العال سياراته الفارهة التي يستعين بها للذهاب والعودة من المجلس، فضلا عن بدلات حضور الجلسات وتأشيرات الحج والسفر لتشجيع منتخب كرة القدم في كأس العالم على حساب الدولة، ورفع بدلات العلاج والمصايف والتمثيل المشرف وغيرها من البلدلات التي لا حصر لها. زيادة رقعة الفقر نشرت هيئة الإذاعة البريطانية تقريرا، علقت فيه على تصريحات قائد الانقلاب عبد الفتاح السيسي عن التحركات والإجراءات الاقتصادية التقشفية التي يتبعها، حيث قالت الوكالة إن تصريحات السيسي التي تعرض فيها للهاشتاج المتداول حاليا "ارحل يا سيسي" أثارت حملة من التعليقات، عبر وسائل التواصل الاجتماعي، كما دفعت بالهاشتاج الذي دشن منذ فترة على تويتر، إلى الصدارة من جديد. وقال السيسي، في معرض تعليقه: "إحنا دخلونا في أمة ذات عوز. عارفين (ماذا تعني) أمة العوز؟ أمة الفقر. وأما آجى أخرج بيكم منها يقول لك هاشتاج ارحل يا سيسى". وأضاف "عايز أخرجكم من العوز وأخليكم أمة ذات شأن تعملوا هاشتاج ارحل ياسيسي؟ أزعل ولا مزعلش؟ ... في (الحالة) دي أزعل". ولفتت بي بي سي إلى أن عتاب السيسي هذه المرة، لم يلق أي صدى لدى الشباب، بل على العكس فإنهم اندفعوا في مزيد من التعليقات عبر نفس الهاشتاج، متندرين على ما قاله السيسي. وأشارت إلى أن خبراء ومحللين ونشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي، لا يتفقون مع رؤية السيسي بأن ما يفعله سيخرج البلاد من حالة الفقر التي تعيشها، بل على العكس يرون أن كل الإجراءات التي تتخذها الدولة، منذ قدوم السيسي للسلطة بعد انقلابه على الدكتور محمد مرسي، ومنذ بدئه برنامج الإصلاح الاقتصادي المزعوم، عبر زيادات متتالية في الأسعار ورفع الدعم عن السلع والخدمات الأساسية يزيد من رقعة الفقر في مصر. ويركز جانب كبير من المتحاورين على مواقع التواصل الاجتماعي خاصة تويتر، والذين نشطوا كثيرا بعد تعليق السيسي، على أنه لم يركز خلال كلمته على أية برامج أو خطط، للخروج من الفقر، وأنه لم يتناول سوى مفاهيم وانطباعات عامة، كما يعتبرون أنه من الغريب أن يعتبر السيسي في نفس الوقت، أن إخراج الناس من العوز ليس مسئولية الحكومة وإنما مسئولية الشعب. وتشير تقارير عدة إلى أن قطاعا كبيرا من المصريين، باتوا يعانون من زيادات الأسعار المتواصلة، في ظل خطط السيسي الاقتصادية، في حين لا يزيد متوسط الرواتب في مصر حاليا على 160 دولارا شهريا، وسط تزايد لعدد الفقراء الذين تقدر أحدث التقارير عددهم في مصر بحوالي 60 مليون شخص. لماذا لم تتبع أفراد الحكومة سياسة الثقشف وخفض المرتبات ؟ .. السيسي يرد لماذا لم تتبع الحكومة سياسة التقشف وخفض المرتبات ؟ .. #السيسي يرد #الموتمر_الوطني_للشباب #TeNTV Gepostet von TeN TV am Sonntag, 29. Juli 2018