تباينت الأسباب والقاتل واحد.. هكذا حال استشهاد الشاب عبد الرحمن إبراهيم محمود، وشهرته "عبد الرحمن الجبرتي"، ابن محافظة السويس، والبالغ من العمر 25 عاما، داخل سجون الانقلاب، ففي حين ترددت الأنباء عن وفاته بالإعدام شنقا، يشكك حقوقيون في تلك الرواية، ويؤكدون قتله تحت التعذيب. وعبد الرحمن طالب بكلية التجارة جامعة القاهرة، وتم اعتقاله بعد إطلاق الرصاص عليه من قبل الشرطة؛ على خلفية تلفيق اتهامه بقتل رئيس مباحث قسم الجناين بالسويس العام، بتاريخ 26-3-2015، على ذمة الهزلية رقم 119 لسنة 2016 عسكرية السويس، حيث أحالت محكمة جنايات السويس العسكرية عبد الرحمن إلى مفتي الانقلاب بتاريخ 19 أكتوبر 2017، والذي وافق على الإعدام بتاريخ 14 نوفمبر 2017، وتم تأكيد الحكم بتاريخ 11/12/2017، لكن يتبقى له درجة النقض أمام المحكمة العليا للطعون العسكرية. وكتب الحقوقي هيثم أبو خليل- عبر صفحته على فيسبوك- "الأمر المؤكد الآن: استشهاد شاب مصري زي الفل داخل محبسه، ولم يتسن بعد معرفة سبب الوفاة، هل الوفاة طبيعية أم جراء تعذيب أم اعتداء، لكن موضوع الإعدام شنقًا غير صحيح"، مضيفا "تواصلت مع عائلة عبد الرحمن الجبرتي، وبالفعل تم الاتصال بهم لاستلام جثمانه نتيجة وفاته داخل محبسه وليس بسبب تنفيذ حكم الإعدام، وجارٍ التحقق من سبب الوفاة داخل محبسه". من جانبها، أدانت جماعة الإخوان المسلمين بالسويس قتل عبد الرحمن الجبرتي داخل محبسه، وقالت في بيان لها، "تنعي جماعة الإخوان المسلمين بالسويس الشهيد عبد الرحمن إبراهيم محمود محمد، وشهرته "عبد الرحمن الجبرتي" ابن محافظة السويس، 25 سنة، والذي لقي ربه اليوم صابرًا صامدًا محتسبًا في سجون الانقلاب، وفى واحدة من أعتى جرائم السفاح أقدمت سلطات الانقلاب على إعدام الشاب الشهيد عبد الرحمن الجبرتي اليوم". وأكدت الجماعة أن "الانقلاب الذى فشل فى إدارة البلاد وجرها إلى الدمار والخراب ومن ثم طحن الشعب فى الغلاء والأمراض والفساد، يريد الآن أن يدارى خيبته وفشله بمزيد من القتل وسفك الدم، فقد أدمن هذا النظام الفاشي سفك الدماء"، كما أكدت الجماعة "رفض المحاكمات العسكرية للمدنيين والأحكام العشوائية، دون توفير الضمانات الكافية لتحقيق العدالة ومنح المعتقلين كافة حقوقهم المعروفة دوليا وإنسانيا للدفاع عن أنفسهم، وهو ما لم يتم في محاكمة عبد الرحمن الجبرتي". واتهمت "الجماعة" الانقلابيين ب"تحويل منصات القضاء إلى مقامع من حديد يصفي بها الانقلاب حساباته مع خصومه السياسيين، حتى تحولت مصر إلى سجن كبير"، مشيرة إلى أن تلك الأحكام العشوائية الظالمة التي تصدر تباعا على الأبرياء، بدءا من رئيس الدولة المنتخب حتى آخر معتقل، خير مثال على أن دولة العدل والحق ستظل هدفنا، ولن نتوقف عن النضال لتحقيقه مع كل الثوار الأحرار بإذن الله".