أدانت الصحف القطرية الصادرة اليوم الخميس عملية فض اعتصامات مؤيدي الرئيس المصري الدكتور محمد مرسي بالقاهرة أمس، ووصفت إحداها، يوم أمس بأنه "يوم أسود في تاريخ مصر" بينما دافعت الصحف الإماراتية من جانبها عن الخطوة واعتبرت أن مصر "تدخل مرحلة جديدة". أما الصحف السعودية فدافعت عن خطوة فض الاعتصام بالقوة، معتبرة أنها كانت "خطوة لا بد منها لحماية مصر من الفوضى"، محملة جماعة الإخوان المسلمين مسؤولية ما جرى ب"عنادهم ومكابرتهم"، وانضمت لها الصحف الإماراتية في دفاعها، بل وأشادت بالخطوة معتبرة أن " مصر تدخل مرحلة جديدة " بعد فض الاعتصام. وتحت عنوان "مصر إلى أين؟" اعتبرت "الشرق" القطرية في افتتاحيتها أن ما شهدته مصر أمس كان "تحولاً خطيراً" ، وذلك "بعد أن استخدمت الشرطة القوة المفرطة ضد المتظاهرين والمعتصمين" المؤيدين للرئيس المعزول محمد مرسي. وقالت إن "العالم أجمع على أن ما حدث في مصر أمس هو فعل يستحق الإدانة والاستنكار، ومن شأنه أن يقود البلاد إلى مستقبل مجهول، خصوصاً بعد ردود الأفعال والاحتجاجات الداخلية الغاضبة التي عمت كل محافظات مصر، وأدت إلى وقوع اشتباكات وإحراق مراكز للشرطة وكنائس وبعض المقار الحكومية". وأضافت، أن "حمام الدم الذي سال في أرض مصر الطاهرة... فضلاً عن لجوء الحكومة المؤقتة إلى إعلان حالة الطوارئ التي تطلق يد الجيش والشرطة لقمع الشعب، ومصادرة حقوقه الأساسية مثل حرية التعبير والرأي والحق بالتظاهر والاعتصام، كلها تقدح في مصداقية الحديث المتكرر عن خريطة الطريق، والسير نحو التحول الديمقراطي". وحملت "الشرق" السلطة القائمة في مصر الآن، "مسؤولية الدم الذي أُريق أمس بعدوانها على حق التظاهر، والاعتصام السلمي، وهو حق انتزعه الشعب المصري من خلال ثورة 25 يناير العظيمة، التي لا تزال تلهم الشعوب حول العالم" على حد تعبيرها. إلا أنها قالت، إن الآمال "لا تزال معقودة في حكمة السياسيين في مصر، لتجنيب بلادهم النتائج الكارثية المحتملة للنهج الحالي الذي يقوم على اعتماد الحلول الأمنية للأزمة السياسية في البلاد، متجاهلين أنه لا سبيل لمعالجة هذه الأزمة سوى جلوس جميع الأطراف إلى مائدة الحوار دون إقصاء لأحد". وفي افتتاحيتها التي عنونتها ب"يوم أسود في تاريخ مصر"، قالت "الراية" القطرية إنه "مهما حاولت السلطات الحاكمة حالياً تقديم التبريرات التي تقول إن ما حدث شرّ لا بد منه وأنه أبغض الحلال، وأنها دُفعت إلى ذلك دفعا تحت الضغط الشعبي وما تقتضيه ظروف المصلحة، فإنها لن تُجمّل وجه المجازر البشعة، ولن تُغير قتامة المشهد". وقالت الراية، إن "العلاقات التاريخية بين دولة قطر والشعب المصري تحتم علينا تقديم النصح والإرشاد للإخوة في مصر من أجل حل الأزمة الحالية، وهذا لن يحصل إلا بانتهاج الطريق السلمي ومبدأ الحوار بين جميع الأطراف في إطار التعددية السياسية والاجتماعية، حيث لا يمكن لأحد من هذه الأطراف أن يقصي الآخر". وبينت أن "دعوات الحوار التي صدرت كان يمكن لها أن تثمر لو أنها أتبعت بمؤشرات لإظهار الجدية من قبيل الإفراج عن المعتقلين السياسيين ووقف الملاحقات الأمنية". وطالبت السلطات المصرية بمعالجة "فورية"ما حدث بسلسلة إجراءات عاجلة تكفل عودة الثقة بين جميع الأطراف والابتعاد عن التصعيد وتخوين الطرف الآخر واستباحة دمائه من أجل أن يتم بناء مصر جديدة لا إقصاء فيها لأي طرف. وتحت عنوان "حتى لا تضيع مصر"، قالت "العرب" القطرية في افتتاحيتها، إن" الدم المصري يجب أن يبقى محرماً، وإن التذكير بأن معتصمي رابعة والميدان مصريين بات على ما يبدو ضرورة، خاصة أن البعض ممن أخذتهم عزة الإثم، دفعتهم نشوة الانتقام من خصومهم السياسيين إلى تهنئة الداخلية المصرية على ما وصفته بالإنجاز". وقالت :"مخطئ من يعتقد أن اللجوء إلى القوة في فض اعتصام سلمي يمكن أن ينهي أزمة، ومخطئ من يعتقد أن القوة وحدها يمكن أن تخلق أمناً، ولعل التاريخ القريب والبعيد مليء بشواهد كثيرة، لم يجلب فيها الدم سوى مزيد من الدم". وعن رؤيتها للحل، دعت العرب إلى "الانطلاق فوراً نحو وضع خارطة سياسية للبلاد تخرجها من أزمتها ". بدورها عنونت "الوطن" القطرية افتتاحيتها بقولها "استخدام القوة ضد المحتجين السلميين مرفوض" وقالت إن "قطر دعت مبكراً إلى الاحتكام إلى الحوار في الساحة المصرية، للخروج من المأزق السياسي الراهن". وقالت إنه "وفي ظل هذه التطورات المثيرة للقلق، فإننا ندعو السلطات المصرية إلى أن تستجيب للنداءات الدولية الحكيمة، المطالبة بحل الأزمة في البلاد حلا سياسيا، يقوم على الحوار المتكافئ دون إقصاء لأي طرف سياسي". على خلاف الصحف القطرية، أيدت الصحف السعودية ما قامت به الحكومة المصرية المؤقتة، ودافعت عنه، وتحت عنوان "مصر.. المشهد.. والحقيقة!" قالت "الرياض" في افتتاحيتها التي كتبها يوسف الكويليت :"الأمن في صلب اهتمام أي دولة ومواطن لأن تهديده يعني سيادة الفوضى وما يجري في مصر، هو درء هذه الفوضى." وبين أن "الجيش المصري أمّن وطنه عن مخاطر كانت ستقود إلى حرائق بكل أنحائه معززين بأجهزة الأمن، بفض الاعتصامات وفك الحصار عن أحياء أساسية في القاهرة، وإيقاف امتدادها للأرياف والمدن الأخرى". وتحت عنوان "مصر.. الحل والأمل"، حملت "اليوم" السعودية في افتتاحيتها الإخوان المسلمين المسؤولية عن فض الاعتصامات أمس، وقالت : "كانت الأزمة تتضخم، بفعل غياب الرؤية الحكيمة لدى الإخوان المسلمين للوصول إلى كلمة سواء، واستخفافهم بقوة الفعل لدى حكومة مسلحة بتفويض شعبي" وبينت أنه "بدلاً من البحث عن حل لأزمة سياسية والجنوح إلى السلام، انتهج الإخوان أسلوب العناد والمزايدات، مما اضطر الحكومة المؤقتة، يوم أمس، إلى اتخاذ إجراءات ضرورية كما يبدو لمنع انزلاق البلاد في أتون محرقة حرب أهلية وتدمير ذاتي لواحدة من أهم البلدان العربية وأكبرها". وأشادت بمعالجة الحكومة المصرية، مشيرة إلى أنه "على الرغم من الأحداث المأساوية المؤسفة إلا أن الحكومة المصرية لا تزال تؤكد أنها لن تنتهج الإقصاء ضد أي مكون سياسي. وهذا يعبر عن أنها تود أن يضع المصريون الأحداث المؤلمة وراء ظهورهم ويبدأوا بالتطلع إلى المستقبل وبناء بلادهم" بدروها حملت "الوطن" السعودية جماعة الإخوان المسؤولية عما جرى، وفي افتتاحيتها التي جاءت تحت عنوان "تداعيات فض الاعتصام وسؤال المسؤولية"، قالت "لم يكن قرار فض اعتصام "الإخوان" ومؤيديهم في ميداني: نهضة مصر ورابعة العدوية مفاجئا لأحد، ولم تكن النتائج مفاجئة، فقد سبقت التنفيذ الفعلي للقرار إرهاصات وتحذيرات كثيرة، وسبقته محاولات جادة للحوار مع قيادات الإخوان، لكن ذلك كله كان يصطدم بتعنت ومكابرة وإصرار على البقاء في الميادين". واعتبرت أن " هذه النتيجة كانت الخيار الذي أصرت عليه القيادات الإخوانية إصرارا، مستغلة العاطفة الدينية، ومتعلقة بشرعية منقوصة تحاول بها استدرار التعاطف الدولي". وتحت عنوان "سلامات يا مصر" ، قالت جريدة "المدينة" في افتتاحيتها "خريطة الطريق التي اعتبرتها الحكومة المصرية الانتقالية برنامجًا وطنيًا يهدف بالدرجة الأولى إلى المصالحة الوطنية وعودة النظام إلى الشارع المصري، وعودة الروح للاقتصاد الذي تضرر بشكل كبير، ومواجهة التهديد الإرهابي في سيناء الذي يزداد يومًا بعد يوم، هذه الخريطة - وكما رأينا جميعًا - اصطدمت منذ الإعلان عنها باعتصامي رابعة العدوية وميدان النهضة اللذين كرسا حالة جديدة من الانقسام الذي شكل العائق الأكبر على طريق عودة الاستقرار لمصر وأعطى المبرر للعديد من الأطراف الخارجية للزج بأنوفهم في الشأن المصري الداخلي. وقالت أنه "بالرغم من تحلي حكومة الببلاوي بالصبر والنفس الطويل في تعاملها مع الاعتصامين، وتأجيل إنذار الجيش بالتدخل لفضهما مرة تلو الأخرى، إلا أن ما حدث في الرد على الإنذار هو التمادي في تحريض القيادات الإخوانية للمعتصمين على الاستمرار في الاعتصام، ورفض كافة محاولات الوساطة التي بذلتها أطراف داخلية وخارجية لرأب الصدع وإنهاء دوامة التمرد والعنف " ودعت إلى "الاحتكام إلى لغة الحكمة والتعقل، والمسارعة إلى الجلوس حول مائدة الحوار بهدف تحقيق المصالحة باعتبارها مطلبًا وطنيًا لا ينبغي أن يقبل التأجيل أو المماطلة". وقالت إنه "لابد من جمع كافة القوى الحزبية والسياسية والمدنية للتوافق حول ثوابت الوطن والحيلولة دون الانزلاق نحو هاوية الحرب الأهلية ". من جهتها أشادت " الوطن" الإماراتية بفض الاعتصامات معتبرة في عنوان افتتاحيتها أن " مصر تدخل مرحلة جديدة " . واعتبرت أن ما حدث هو "مواجهة بين قوى تريد لمصر التقدم والتحضر والمواكبة العصرية وقوى تريد لمصر التخلف باسم الدين والقهر باسم الإسلام والاستبداد تحت عنوان العقيدة" . وأكدت أن المواجهة بدأت ولن تنتهي إلا بانتصار قوى التقدم والمواكبة والعصرية والإيمان الصحيح والاسلام الوسطي وهي مواجهة أرادتها جماعة الإخوان المسلمين كأنها تبحث عن قدرها وتنهي مصيرها وتاريخها في أحداث كان يمكن لها أن تستثمرها لصالحها السياسي وليس العسكري ولا التنظيمي ولا العالمي . ورأت الصحيفة أن مصر مختلفة هذه الأيام عما قبلها من أيام وسنوات..فالشعب المصري يتوحد خلف خارطة الطريق وخلف القيادة العسكرية والأمنية لأول مرة منذ أكثر من عامين..ومع التفاف الشعب حول القوات المسلحة لن تستطيع جماعة الإخوان إحداث إختراقات كبيرة في المشهد السياسي الذي تكون منذ ما بعد 30 يونيو الماضي . وأكدت " الوطن " في ختام افتتاحيتها أن الامتحان الحقيقي اليوم هو مستوى الرضا الشعبي بقرار إعلان حالة الطوارئ التي ستكون فترة إعادة الأمن والاستقرار في عامة ربوع مصر. واعتبرت أن "الرضا الشعبي بهذه القرارات هو دليل على التفاف أبناء مصر حول القيادة الحالية لتطهير أرض مصر من مظاهر الإرهاب المادي والمعنوي والديني والسياسي لتعود مصر إلى سابق عهدها واحة للأمن والأمان والاستقرار والتنمية"