قالت صحيفة سوفوت الفرنسية إن اللاعب المصري محمد صلاح، الذي توج أمس الأحد بجائزة أفضل لاعب في الدوري الإنجليزي، خرج من صلب عائلة فقيرة ليصل إلى أبواب الشهرة في أوروبا، وأكدت الصحيفة أن شهرة محمد صلاح داخل مصر وخارجها فضحت مسرحية انتخابات السفيه السيسي التي جرت الشهر الماضي، وقالت بأنه يحظى بتأييد ودعم كبيرين من قبل المصريين، حتى في صناديق الاقتراع! وقالت الصحيفة، في تقريرها إن محمد صلاح أحرز حوالي مليون صوت في صناديق الاقتراع الشهر الماضي، رغم غيابه عنها وعموما، يحظى "فرعون مصر" بتأييد من قبل المشجعين سواء كان ذلك في مصر أو في ليفربول، فيما قالت الناشطة نشوى الهواري:" تخيلوا محمد صلاح لو لسه فاضل جوه مصر كان حصل معاه إيه؟". ورد الناشط محمد راضي فهمي بالقول ساخراً :" كان اتعمل معاه الجلاشة"، ووافقه الناشط محمد صادق بالقول:" كان زمانه مطلوب للتجنيد وبيلعب في طلائع الجيش"، وقال الناشط أحمد طاحون:" كان لعب في الاهلى و مضى للزمالك وأعاروه للسعودية"، وردت نجلاء أحمد بالقول:" كان هيبقي في وادي النطرون"، وقال جمال هيكل:" كان زمانهم بيقولوله فى المقاولون احنا احسن من السوبس وبهتيم". وفي سبتمبر الماضي 2017، أعلن نادي أسوان، في بيان، أن لاعبه اختفى ولم يتم العثور عليه، قبل أن تفيد تقارير صحفية محلية أن الأمن ألقى القبض عليه، بسبب "علاقته بجار له لديه خلفية متطرفة"، ووفق المصادر ذاتها، حققت سلطات الانقلاب على مدار الأشهر الماضية مع لاعب كرة القدم "حمادة السيد"، في عدة تهم نفى صحتها، منها "الانضمام والتواصل مع تنظيم داعش الإرهابي، والتحريض على التظاهر". بعيد عن السيسي! وتظهر "الإحصائيات المذهلة" التي رصدتها صحيفة سوفوت الفرنسية أن ل "محمد صلاح" مكانة مرموقة في نادي ليفربول، حيث سجل حوالي 37 هدفا خلال هذا الموسم، كما ينتظر تحديات كبرى أمام نادي مانشستر سيتي في دوري أبطال أوروبا من أجل إثبات أنه قادر على المضي بفريقه إلى أدوار متقدمة. وتحدثت الصحيفة عن السفيه قائد الانقلاب عبد الفتاح السيسي، الذي فاز في مسرحية انتخابات هزلية كان ينافس فيها خياله، وأن السفيه انزعج بسبب عزوف المصريين عن التصويت، والذي كان في حدود 58.5 %، وفي وقت لاحق غضب السفيه السيسي بسبب الحضور المفاجئ ل"صلاح" في قائمة المرشحين عن طريق إضافة الناخبين لاسمه"! وعلى هذا النحو، حصل صلاح على قرابة المليون صوت ليتفوق بذلك على المرشح الكومبارس، موسى مصطفى موسى، الذي تحصل على قرابة 600 ألف صوت، وذكرت الصحيفة أن التصويت لصالح النجم العالمي محمد صلاح، يعكس عدم ثقة الشعب في الديكتاتور السيسي. ويبرز الحب الذي يكنه المصريون لصلاح، الذي يتربع على عرش البطولة الإنجليزية، والذي مكن منتخب بلاده من الوصول إلى كأس العالم بعد غيابه عنه منذ سنة 1990، وأوردت أن صلاح نشأ في عائلة فقيرة في دلتا النيل، وكان يستقل ثلاث حافلات من أجل الالتحاق بالتدريبات مع فريق "المقاولون العرب"، ولم يلعب صلاح لقطبي الكرة الأهلي والزمالك؛ مما جعله يحظى بحب المصريين باختلاف أطيافهم. يحمل الخير لمصر ونوهت الصحيفة بالدور الإنساني الذي يلعبه محمد صلاح، حيث قدم تبرعات لمستشفى أطفال قدرت بقرابة 560 ألف يورو وساند حملة الأممالمتحدة ضد العنف وعدم المساواة تجاه المرأة، وقد قوبلت هذه المبادرات بالتأييد من قبل المشجعين، سواء في مصر أو في ليفربول. وبينت أن بانتظاره مهمة كبيرة للقيام بها، من أجل الحفاظ على مكانته الحالية والتربع على عرش الكرة الأوروبية؛ خاصة وأنه يعد الهداف الأول في البطولة الإنجليزية بقرابة 31 هدفا، وستجعله هذه العوامل يسير بخطى ثابتة نحو لقب الحذاء الذهبي. وقال نشطاء وسياسيون، أنه بشكل كبير كانت زيارة صلاح للسفيه السيسي ليست بمحض إرداته وأنه لم يذهب بنفسه، ولكن اصطحبه مع وزير الرياضة في حكومة الانقلاب، وبالطبع تخوف من الرفض فيلقى مصير أبو تريكة، أو يتم فتح ملف تجنيده من جديد، ومنعه من السفر للالتحاق بفترة تجنيده. وعلى الرغم من انتقاد الناشط السياسي عبدالرحمن عز، للاعب محمد صلاح بعد زيارته للسيسي وتبرعه ب 5 مليون جنيه لصندوق تحيا مصر، إلا أنه استدرك قائلا ربما يكون محمد صلاح مجبرا من قبل السيسي ونظامه الانقلابي المجرم للقيام بتلك الحركة الترويجية لدعم نظامه الساقط، كي لا يبتزونه كما فعلوا سابقا بشأن خدمته الإجبارية للتجنيد في الجيش المصري. وأضاف، قد يكون هذا صحيحا وواردا، فهذا غير مستبعد على نظام يقتل الشباب في وضح النار، نظام أحرق 37 إنسانا أعزل مقيدا في عربة ترحيلات، ويتصنت على مكالمات رئيس أركان الجيش نفسه، وتابع "ولكن هذا أيضا إن كان صحيحا فهو علامة أخرى جيدة جدا تستطيع أن تميز من خلالها بين البشر، وأن تدرك أن هناك نوعان من البشر: أحدهما محمد صلاح، والآخر محمد أبو تريكة". وبرر محبو صلاح، تواجده في القصر الرئاسي مع السفيه السيسي أنه أجبر عليها قائلين، أن صلاح تربطه علاقة وطيدة مع أبو تريكة، ومن المنطقي أنه يشاركه عدم الارتياح للانقلاب العسكر، وأنه تلقى دعوة للقاء السفيه السيسي، مشيرين إلى أن السفيه السيسي استغل شعبية محمد صلاح القوية في تحسين صورته السيئة، وأنه من الوارد أن يكون ضغطوا عليه بالحاقه في الخدمة العسكرية، وربما يكون أجبر على التبرع أو التحفظ على أمواله.