حاصرهم العدو الصهيوني من أمامهم، وحاصرهم السفيه قائد الانقلاب عبد الفتاح السيسي من خلفهم، وجاء "أبو رصاصة" كما يطلق عليه السعوديون وحاصرهم هو الآخر، ففي تصريحات جديدة مثيرة للجدل، حاول ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، تبرير خيانته للقضية الفلسطينية وتطبيعه العلني مع الكيان المحتل، مستشهدا بأفعال الرسول مع اليهود، ومشيرا إلى أن "لكل شعب في أي مكان الحق في العيش بسلام". وقال "بن سلمان"، في تصريحاته لمجلة "ذي أتلانتيك" الأمريكية، فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية والعلاقة مع "إسرائيل": إن "الشعب اليهودي له الحق في العيش بدولة قومية أو في جزء من موطن أجداده على الأقل"، وأضاف في حديثه الذي نشر مساء الإثنين، أن ل"الفلسطينيين والإسرائيليين الحق في امتلاك دولتهم الخاصة، لكن في نفس الوقت يجب أن يكون لدينا اتفاق سلام لضمان الاستقرار للجميع ولإقامة علاقات طبيعية". مؤيد للصهيونية وشدد "ابن سلمان"، على أن بلاده "ليس لديها مشكلة مع اليهود"، قائلاً: "نبينا محمد تزوج امرأة يهودية، جيرانه كانوا من اليهود، ستجد الكثير من اليهود في السعودية قادمين من أمريكا وأوروبا". ولفت ولي العهد السعودي إلى أن هناك الكثير من المصالح التي تتقاسمها بلاده مع "إسرائيل"، خاصة أنها "دولة" ذات اقتصاد كبير مقارنة بحجمها، موضحاً أنه "إذا كان هناك سلام بيننا فسيكون هناك الكثير من المصالح المتبادلة بين إسرائيل ومجلس التعاون الخليجي ودول مثل مصر والأردن". وتابع قائلاً: "يجب أن يكون هناك اتفاق سلام لضمان الاستقرار بالشرق الأوسط، لدينا مخاوف دينية حول مصير المسجد الأقصى وحقوق الشعب الفلسطيني". ضد المقاومة في المقابل، وضع "بن سلمان" حركة المقاومة الفلسطينية "حماس" في صف المنظمات المهددة لبلاده والمنطقة حين قال: "لا يمكننا المخاطرة بالأمن القومي السعودي، نعيش في منطقة فيها داعش والقاعدة وحزب الله وحماس وإيران". على نحو آخر، نعت محمد بن سلمان كلاً من إيران وجماعة الإخوان المسلمين بأنهم "مثلث الشر"، وأضاف قائلاً: "ليس لدينا في السعودية وهابية، لدينا الإسلام، وفيه سنة وشيعة، ولدينا أربع مدارس فقهية"، وزاد بالقول: "مشروعنا قائم على المصالح الاقتصادية والنَّاس وليس على الإيديولوجيا". وعن علاقات بلاده مع الجماعات الإسلامية، أوضح ولي العهد السعودي أنه "عندما انتشرت الشيوعية قامت السعودية بالعمل مع الجميع من أجل التصدي لها، فعملنا مع الإخوان المسلمين ومولناهم، كما أن السعودية وأمريكا استخدمتا الإخوان في الحرب الباردة ضد روسيا". وأوضح ولي العهد السعودي أن "خامنئي يحاول غزو العالم مثل هتلر، وليس لدينا مشكلة مع الشيعة"، مبينا "هناك سيناريو حرب في الشرق الأوسط، وهذا خطر على العالم، وعلينا اتخاذ قرارات خطيرة لتجنب اتخاذ قرارات مؤلمة مستقبلاً". واعتبر "بن سلمان" أن بلاده تريد أن تكون جزءا من الثقافة العالمية "دون أن نفقد هويتنا"، مؤكدا أن الملكية المطلقة في السعودية "لا تهدد أمريكا، إنها حليف لها".