لم تخل قائمة "خبر عاجل"، طوال يوم الجمعة، من مصاب أو شهيد في شرق قطاع غزة، حتى بلغت مع نهاية اليوم حصيلة مسيرة العودة الكبرى التي نظمتها الفصائل الفلسطينية- بحسب وزارة الصحة الفلسطينية- نحو 15 شهيدا و1416 جريحًا، وقفوا بصدور عارية ليقولوا إن فلسطينالمحتلة وجهتنا وليست "صفقة القرن" التي أرادوا للشعب الفلسطيني في قطاع غزة أن يترك أرضه ويذهب لسيناء، وأرادوا إلغاء قضية اللاجئين. خرج الشعب الفلسطيني بعشرات الآلاف – 200 ألف فلسطيني- إلى حدود القطاع تحديًا للاحتلال ولهذه المخططات، مطالبًا بحقوقه والعودة إلى أرضه، معلنا أن الأجيال لن تسمح بتمرير مشاريع الخيانة وبيع الأوطان. من جانبها، أعلنت الفصائل الفلسطينيةبغزة عن أن تحركهم الشعبي اليوم- من خلال الهيئة العليا لمسيرات العودة- دفن إلى الأبد صفقة القرن المشبوهة. كما أكدت أنه "مع نهاية اليوم الأول لمسيرة العودة شعبنا أكد التمسك بحق العودة"، وأضاف بيان صادر عن الهيئة أن "الشعب الفلسطيني أكد عبر الشهداء والجرحى وجوب كسر الحصار". وخرج عباس مع نهاية اليوم يحمل الاحتلال مسئولية الدماء الفلسطينية التي سقطت، إلا أنه كما يقول القيادي بحركة حماس في الخارج حسام بدران، أظهر تعارضا مع موقف الفصائل، وعلق "قيادات الفصائل ومسئولو الأجهزة الأمنية وسط الميدان في مسيرة غزة.. صورة لا نراها في الضفة للأسف؛ لأن السلطة هناك تعارض كل أشكال المقاومة عمليا بما فيها المقاومة الشعبية، وكذلك فإن الجماهير هناك لا تثق بمواقف وتوجهات قيادة السلطة". صفقة الخيانة المحلل والأكاديمي الفلسطيني د. صالح النعامي قال: إن "البطولات الأسطورية التي أظهرها الفلسطينيون في مسيرة العودة الكبرى ضمانة لأن يندفع العرب الذين تطوعوا لمساعدة ترامب ونتنياهو على إمضاء صفقة القرن إلى جحورهم مرة وللأبد". متفقا في ذلك مع المحلل الفلسطيني د. فايز أبو شمالة، الذي كتب عبر حسابه: "قبل أن تشيع غزة شهداء العودة إلى مثواهم الأخير، دفن الشعب الفلسطيني صفقة القرن في مزابل السياسة". غير أن النعامي اعتبر أن هناك موقفا سابقا لمسيرة العودة، وقال "كان أمام الفلسطينيين خياران لا ثالث لهما: التسليم بالأمر الواقع والانتظار حتى تنفجر حرب تزهق فيها أرواح الآلاف.. وإما تمرير صفقة القرن من باب معالجة الواقع الإنساني الصعب في غزة.. مسيرة العودة تسمح لشعبنا باستعادة زمام المبادرة وتمنع تجاوز ثوابت الوطنية". وقال القيادي في حماس د.أسامة حمدان من لبنان: إن "مسيرة العودة الكبرى دقت المسمار في نعش صفقة القرن وقالت لا لترامب وغيره"، وعلق عبد اللطيف القانوع قائلا: "شعبنا الفلسطيني الآن يتخندق في خندق واحد لإسقاط صفقة القرن والتمسك بحق العودة". رسالة الحشود وفهم فلسطينيون من مختلف التيارات رسالة يوم الأرض، وقالت الناشطة الفلسطينية "ميرفت خاسكية": "لا يهمنا إذا منعتم من ذكر اسم فلسطين في مساجدكم.. يكفي أننا نركع فوق ترابها ونفديها بدمائنا.. انظروا لهذه الحشود وافهموا.. لا صفقة القرن ولا غيرها ستمر.. وحده الصمود الفلسطيني من سيتصدى لكل المؤامرات.. #مسيرة_العودة #يوم_الارض_الفلسطيني". من جانبه شدد عضو الهيئة الوطنية لإحياء مسيرة العودة وكسر الحصار أحمد أبو رتيمة، على أن الهيئة ستواصل فعاليات مسيرة العودة. لافتا إلى أن الهيئة وهي الجهة المنظمة لمسيرات العودة، لن تتراجع عن فعاليات المسيرة رغم جرائم الاحتلال، وستواصل إقامة الفعاليات كما هو مخطط لها". وقال خالد البطش، القيادي بحركة الجهاد الإسلامي: إن تحرك "العودة" يؤكد أن تحركنا الشعبي الهادر "قبر صفقة القرن المشبوهة التي يقودها ترامب ودفنها إلى الأبد". وأشار إلى أن التحرك الذي بدأ اليوم يؤكد عزم شعبنا على مواجهة كل مشاريع التصفية التي تخطط لها الإدارة الأمريكية. وشدد على أن هذا العدد من الشهداء والجرحى يؤكد رفض مشاريع الوطن البديل، وأهمية كسر الحصار الظالم المفروض على قطاع غزة والعيش بكرامة مهما كانت.