بعد معاداة حكام دولة الإمارات لمعظم شعوب الدول العربية، والتآمر عليها ونهب ثرواتها بمساعدة حكامها، بدأت الإمارات في الدخول على خط المواجهة مع تركيا بشكل مباشر، بعد أن كانت الإمارات أكبر أعداء تركيا بشكل خفي، حيث كان لها الدور الأكبر والمؤثر في الإنفاق على انقلاب يوليو الفاشل 2016، إلا أن الإمارات أصبحت لا تستحي من الإعلان عن مواقفها المعادية لتركيا والتحريض عليها. وعبر عن احتدام الصراع بين الجانبين الناطق باسم وزارة الخارجية التركية، حامي أقصوي، الذي رفض اتهامات وزير خارجية الإمارات، عبدالله بن زايد، لبلاده بالتدخل في شؤون الدول العربية، مشدداً على أن الجميع يدرك علاقات تركيا التاريخية والأخوية مع العالم العربي. اتهامات مريبة وفي بيان نشر على موقع وزارة الخارجية التركية، الثلاثاء 20 مارس 2018، قال أقصوي إن اتهامات بن زايد لتركيا بالتدخل في الشأن العربي "لا يمكن فهمها ولا تتوافق مع مبدأ حسن النية". وكان بن زايد قد اتهم، الأحد، في مؤتمر صحفي مع نظيره لسلطات الانقلاب في مصر سامح شكري، تركيا -بجانب كل من إيران وإسرائيل- بالتدخل في الشأن العربي. ولفت بيان الخارجية التركية إلى أنّ مسؤولي دولة الإمارات يدلون منذ فترة بتصريحات "تسيء إلى تاريخ تركيا وعلاقاتها مع العالم العربي"، مشدداً على تركيا "تدرك الجهات التي يحاول الإماراتيون خدمتها عبر هذه التصريحات". وأضاف: "الجميع يدركون العلاقات التاريخية وروابط الأخوة والصداقة بين تركيا والعالم العربي، والأهمية التي توليها أنقرة لأمن واستقرار الدول العربية". وفي هذا الصدد، بين متحدث الخارجية التركية أنّ بلاده "تدافع وبقوة عن القدس وقضايا العالم الإسلامي". وتابع: "الجميع يدرك الدعم الذي تقدمه تركيا للحفاظ على وحدة الأراضي السورية، وجهودها الرامية لإحلال السلام والاستقرار في هذا البلد، والخدمات التي تقدمها لنحو 3.5 مليون لاجئ" سوري، كما أن عملية "غصن الزيتون" في عفرين نُفّذت من أجل القضاء على التنظيمات الإرهابية التي تهدد بلادنا". وأردف قائلاً: "في هذه المرحلة الحساسة التي تمر بها المنطقة، يجب على كل دولة أن تتحمل مسؤولياتها لحل الأزمات القائمة، بدلا من السعي لزرع بذور الفتنة بين الشعوب الصديقة التي تتقاسم نفس المصير". علاقات متوترة وتوترت العلاقات بين الإماراتوتركيا بسبب دعم أنقرةلقطر، بعدما فرضت السعودية والإمارات والبحرين ومصر عقوباتٍ على الدوحة، العام الماضي، متهمةً إيَّاها بدعم متشددين إسلاميين. وتنفي قطر تلك الاتهامات. وكان مسؤول إماراتي كبير قد صرَّح قبل أيام، أن سياسة تركيا إزاء جيرانها العرب ليست "عقلانية"، وحثَّ أنقرة على أن "تراعي السيادة العربية". وكتب أنور قرقاش، وزير الدولة للشؤون الخارجية في الإمارات على تويتر: "لا يخفى على المراقب أن العلاقات العربية التركية ليست في أحسن حالاتها". ودخلت الإماراتوتركيا في خلاف، في ديسمبر، بعد أن أعاد وزير الخارجية الإماراتي نشر تغريدة اعتبرها أردوغان إهانة. وكان الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، وزير خارجية الإمارات، قد أعاد نشر تغريدة اتهمت حينئذ قوات تركية بنهب المدينةالمنورة قبل قرن من الزمان، وردَّ أردوغان قائلاً، "إن أموال النفط أفسدت الوزير".