لا ضمير للانقلاب، ولا قلب لأتباعه سواء كانوا في مليشيات الانقلاب أو نيابته، فمنذ القبض عليها لم تتمكن أم المعتقلة الشابة سمية ماهر من رؤيتها أو ضمها إلى حضنها والشد من أزرها، ولم تستطع الحصول على هذا الحق حتى في النيابة خلال تجديد حبسها، حين طلبت أن ترى أمها التي تأتي كل مرة لتحتضن ابنتها إلا أنها لم تتمكن من ذلك. وتداول نشطاء التواصل الاجتماعى بعضا من كلمات الفتاة الشابة التي لم تتجاوز 26 عاما، والتي تقبع في سجون الانقلاب منذ نحو 120 يوما فى زنزانة انفرادية لا يسمح لأى من أفراد أسرتها ولا محاميها بلقائها بعد تعرضها لفترة من الإخفاء القسرى. فعندما سئلت "سمية" عن مكان احتجازها قالت: "معرفش أنا فين، قاعدة في أوضه انفرادي مقفولة عليَّ 24 ساعة وبس". وأثناء عرضها على نيابة الانقلاب ذكرت لوكيل النيابة أنها تشعر بالجوع وتحتاج إلى رؤية والدتها فسمح بدخول طعام لها ورفض السماح برؤيتها لوالدتها، فما كان منها إلا أن قالت للمحامية: "قولي لماما متتعبش نفسها وتيجي الطريق ده بعد كده". كلمات الحرة سمية ماهر أشعلت مواقع التواصل الاجتماعى لما تكشفه عن فصل جديد من قصة القهر والظلم الذى يتعرض له المصريون منذ الانقلاب العسكرى. وكتب حساب "هاجر طاهر": "يرضى مين ده يعني لا اكل ولا شرب ولا هدوم ولا زيارة ولا اهل ولا حرية، بتعملو فيها كدة ليه؟ إيه اللي عملته سميه ماهر بنت عندها 26 سنة عشان يتم التنكيل بيها واخفائها في مكان مجهول؟ مش بس كده تخيل انت كأب ولا انتي كأم تسمعي ان بنتك كانت جعانة ولا بردانة ولا هتموت وتشوفك، متخيلة شعور والدتها وأكيد جواها وجع مبيتحكيش، ايه اللي بيحصل ده، ايه السكون والقهر والظلم والذل ده"؟ يشار إلى أن والد سمية البرلمانى ماهر حزيمة يقبع فى سجون العسكر منذ الانقلاب العسكرى، ولا تخلو رسائله من السؤال عن ابنته والتعبير عن اشتياقه لرويتها، بينما لا تجد والدتها كلمه تعبر عن اشتياقها لرؤيتها قائلة: "أنا حياتي اتوقفت يوم 17 أكتوبر 2017 يوم اعتقالك وإخفائك". وتتابع والدتها: "أنا مش قادرة أقول اي حاجه غير سامحيني يا سمية على الرغم من أني حرة مش قادرة أعملك حاجة غير إن أكتب عنك واقول للناس يكتبوا عنك ويدعولك لعلنا نكون سببا وتخرجي، يا سمية قلبي حزين والله عشانك انا هفضل أكتب وأحاول لحد آخر لحظه يا سمية".