أعقب خطاب السيسي سياسة تحريرية موحدة للعديد من وسائل الإعلام الرسمية والخاصة تتسابق في تبرير دعوة السيسي عن طريق التضليل والكذب وتلفيق التهم بمؤيدي الشرعية وقلب الحقائق والزعم بأنهم مارسوا عنفا ما منها ادعاء أنهم من هاجموا الأمن بمجزرة الحرس الجمهوري ورمسيس وجامعة القاهرة وسيدي جابر وغيرها، وهو ما كذبته الفيديوهات الموثقة وشهود العيان وضعف الرواية الرسمية، وحتى الآن لم يقبض على مرتكبيها بل أعقبها حملة اعتقالات وقبض عشوائي وسقوط الشهداء والجرحى بين مؤيدي الشرعية، وصاحب ذلك تلفيق تهم وقائع بسيناء بمؤيدي الشرعية دون سند أو دليل. من جانبها كشفت د.عزة كريم أستاذ علم الاجتماع بالمركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية أن من أخطر ما تعانيه مصر الآن هو وجود ما وصفته ب"مؤامرة إعلامية مأجورة" ضد الإسلاميين والإخوان وضد مؤيدي الشرعية، وفي هذا الإطار تقوم وسائل إعلامية باختلاق وتلفيق التهم وإطلاق الشائعات ضدهم، وهذا هو منهجها منذ تولي الرئيس المنتخب الحكم، وتزايد اختلاق الأكاذيب عقب دعوة الفريق السيسي الشعب للنزول لتفويضه بمواجهة العنف والإرهاب، فهرول إعلام الفتنة لإلصاق تهم العنف بهم بالزور، ويقوم الآن بتبرير دعوة السيسي لأنهم يتكسبون على حساب الشعب ويتاجرون بمصر بإشعال الفتن التي قسمت المجتمع المصري، وهذه المنابر الإعلامية ما كان يجب إطلاقها بل مواجهتها لخطورتها على النسيج المجتمعي. ونبهت "كريم" إلى أن من يمارس العنف هو "البلطجية المأجورين" وليس المواطنين سواء كانوا مؤيدين أو معارضين، لكن بعض وسائل الإعلام يخطط للإساءة للإسلاميين بخطة محبوكة نجحت خلال عام بتشويه نظام الحكم الشرعي، وتبنى خطاب تحريضي يحض على الكراهية، محذرة من خطورة قدرته على تغيير العقول خاصة بعد غلق القنوات المؤيدة للشرعية أصبحنا نسمع فقط باتجاه واحد يقوم بالإساءة باللفظ والفعل ضد نظام منتخب جاء بالصندوق ضد إرادة الشعب الذي كون مؤسسات منتخبة تم هدمها بشكل غير قانوني أدى لتقسيم الشعب ومزيد من الفرقة والانقسام والعدائية، وجاء حكم غير قانوني أشعل أفكار وقام باستفزازات. واعتبرت الخبيرة بمركز البحوث الاجتماعية دعوة السيسي للنزول لتفويضه بمواجهة العنف والإرهاب إعلان رسمي للاحتكاك بين الطرفين المؤيد والمعارض بالأسلوب العنيف، ووصفت دعوته بالكارثة لأن القانون يكفل حماية الوطن ولا يحتاج لتفويض والخطير هو تفويض بماذا ولمن؟ محذرة من أنها أدت لتهييج الشارع، متسائلة هل سيستخدم السلاح ضد مؤيدي الرئيس يوم الجمعة فتحدث مواجهات دموية دون اعتبار للقانون، مطالبة بنزع فتيل الأزمة ورأب الصدع بين مؤيدي ومعارضي الرئيس.