سلط إحراج نيجيريا للوفد -الذي أرسله الرئيس المنصب من قبل الجيش على مصر- "عدلي منصور" الضوء على تزايد عدد الدول الرافضة للانقلاب الذي نفذه الجيش ضد الرئيس محمد مرسي أوائل الشهر الجاري، مقابل تضاءل عدد الدول المؤيدة للانقلاب وتنحصر في أمريكا والدول التي تدور في فلكها عربيا ودوليا. فقد علق الاتحاد الافريقي -المكون من 54 دولة أفريقية- عضوية مصر احتجاجا على الانقلاب، حيث أعلن من العاصمة الإثيوبية أديس أبابا -مقر الاتحاد- أن مجلس السلام والأمن التابع للاتحاد علق عضوية مصر، بسبب "انتزاع السلطة بشكل غير دستوري" في مصر. وادان رئيس سيراليون "ارنست باي كوروما" "الانقلاب" في مصر، وقال "نحن كعضو في الاتحاد الافريقي وكرئيس تم انتخابه ديمقراطيا لا ندعم أي نوع من الانقلابات العسكرية". وندد الزعيم الإسلامي السوداني المعارض -حسن الترابي- بعزل الرئيس محمد مرسي، واصفا ما أقدم عليه الجيش المصري ب"الانقلاب على الدستور وعلى الشرعية"، وقال الترابي إن "مرسي كان أول زعيم منتخب ديمقراطيا وأصدر دستورا أراده الشعب"، معتبرا أن ما حدث معه يعد انقلابا على الشرعية. وأعلنت تونس أيضا رفضها للانقلاب وقال رئيسها "المنصف المرزوقي" إن انقلاب الجيش المصري على الرئيس المنتخب د.محمد مرسي, أمراً مرفوضاً دوليا,مؤكداً أنه قد يفاقم الأزمة السياسية بدل حلها. وتركيا اتفقت مع تونس في رفض الانقلاب وعدم الاعتراف بشرعية النظام الانقلابي في مصر وقال وزير الخارجية "أحمد داود أوغلو" إن عزل الجيش المصري للرئيس محمد مرسي"غير مقبول"، ووصف ما قام به الجيش بأنها انقلاب عسكري. بجانب رفض إيراني للانقلاب، وكذلك أعلنت البرازيل رفضها الاعتراف بالنظام غير الشرعي الذي يحاول الانقلاب العسكري إقامته بدلاً من النظام الشرعي في مصر، والذي جاء عبر صناديق الانتخاب. واعتبرت ألمانيا الانقلاب "فشلا كبيرا للديموقراطية" ودعت ل"عودة مصر في أسرع وقت ممكن إلى النظام الدستوري". وانتقد الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند الانقلاب على المسار الديمقراطي في مصر، قائلاً:" العملية الديموقراطية في مصر توقفت ويجب أن تعود". بلجيكا رفضت الانقلاب، واعلنت الحكومة أن ماحدث انقلاب على الشرعية الدولية التي ناضل من اجلها الشعب المصري، وقال نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية "ديديه رايندرز " إن ما حدث لم يكن يتوقعه أي عاقل فعزل الرئيس محمد مرسي من العسكر هو انقلاب عسكري على الشرعية وعلى الديمقراطية وأن مصر لن تبني ديمقراطية بالعسكر أبدا. رفض الانقلاب لم يقتصر على الدول فقط بل انتقل للصحف العالمية، فقد قالت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية في ثاني أيام الانقلاب، إنه ومهما يكن أداء الرئيس محمد مرسي، فإنه منتخب ديمقراطيا وإن عزله من قبل الجيش هو انقلاب عسكري لا أقل، وإن المأساة ستكون كاملة إذا سمح المصريون لثورتهم التي أطاحت بالديكتاتور المخلوع حسني مبارك أن تنتهي برفض الجيش للديمقراطية. وأكدت أن الأمر الذي يستحق التوضيح هو أن مرسي والإخوان المسلمين والإسلاميين عموما لا بد أن يكون لهم وجود في أي وضع سياسي قادم، وأي تفكير بغير ذلك سيجعل الزعم بديمقراطية في مصر مجرد كذب. كما تساءلت صحيفة "يو أس أي توداي" "إذا كان من الممكن إلغاء الانتخابات بهذه السرعة والسهولة، فكيف يمكن للمتنافسين أن يثقوا بها مرة أخرى وسيلة سلمية لتداول السلطة"؟، ووصفت ما جرى بمصر أوائل الشهر الجاري بأنها "سيطرة الغوغاء" المدفوعة بالجيش للإطاحة بحكومة انتخبت بالكاد قبل عام واحد. أما الجزائر والسودان فحرصتا السير في الوسط، فحضت المصريين على التوصل إلى اتفاق يستند إلى الوحدة، والمصالحة الوطنية، واحترام الدستور، املين أن ترضي هذه المقاربة "الطموحات الشرعية للشعب المصري".