ماكينة الدعاية السوداء لإعلام الثورة المضادة تعمل بقوة لتشويه مؤيدي الرئيس، ولكن بدأ تأثيرها في تناقص مستمر، بعد الكشف عن حقيقة الانقلاب العسكري الذي كمم الأفواه، وأغلق القنوات ومنع بعض الصحف من الصدور، وكذلك اتساع دائرة الرفض الشعبي للانقلاب والمطالبة بعودة الشرعية. يقول د. سليمان صالح أستاذ الإعلام بجامعة القاهرة: إن أسلوب استخدام الدعاية السوداء هو أسلوب قديم ومتخلف جدا يقوم على الأكاذيب وأنصاف الحقائق؛ بهدف تشويه الخصم أو العدو ويستخدم عادة أثناء الحروب، وللأسف تم استخدامه خلال العام الماضي بشكل مكثف وقبله نتيجة سيطرة رجال أعمال على وسائل إعلام خاصة دعمت الثورة المضادة لإسقاط النظام المنتخب ومعها الإعلام الرسمي أيضا نتيجة سيطرة أركان النظام السابق عليها. وطالب صالح بوجود إعلام قوي جدا وجذاب وبسرعة؛ لأن ثورة 25 يناير للأسف لا تمتلك إعلاما يتحدث عنها وعن قصص الشهداء وتضحياتهم وإنتاج أعمال إبداعية ترويها، وسرعة الرد على الدعاية السوداء وكشف زيفها. يرى أحمد خلف الباحث السياسي بمركز الحضارة للدراسات السياسية، أن هناك تغيرا ملموسا في توجهات الرأي العام ومواقفه، فهناك شريحة على الأقل لم تعد تؤيد الانقلاب العسكري، واكتشفت أنها تعرضت لخديعة كبيرة، حيث فرض الانقلاب هدم الدستور والمسار الديمقراطي كله، وراجعت الجماهير نفسها خاصة بعد أحداث القتل المتعمدة والمبالغ فيها منها مجزرة الحرس الجمهوري، مما سيؤدي إلى فشل الانقلاب في النهاية، والجديد هو تزايد عدد المنضمين من شباب الثورة لميدان رابعة لتأييد الشرعية بعد أن كانوا معارضين للرئيس، كذلك يتزايد عدد المسحيين برابعة بعد تكشف الحقائق لهم يوما بعد يوم. وأشار الباحث السياسي إلى حقيقة أن مظاهرات 30 يونيو هي مظاهرات المرة الواحدة بعدد معين بساعات معينة ليس بها إصرار أو صمود بينما على العكس مؤيدو الرئيس والشرعية يومي 2 و3 يوليو كانت أضعاف أضعاف المعارضين الذين انحازت لهم قيادة القوات المسلحة.