في مشهد لم يختلف كثيرا عن موقعة الجمل، سقط 20 شهيدا وأكثر من 200 مصاب، ضحايا رصاصات البلطجية في ميدان النهضة، في ظل تقاعس الشرطة. انتقلت "الحرية والعدالة" إلى مستشفى أم المصريين لتوثيق شهادات شهود العيان على مجزرة النهضة سواء من المصابين السلميين او البلطجية المصابين. في البداية أكد عدد من البلطجية الذين تم القبض عليهم بعد إصابتهم في هذه الاشتباكات رفضوا ذكر أسمائهم، بأن هناك شخصيات قامت باستئجارهم لضرب المتظاهرين بعد تصوير المتظاهرين لهم على أنهم إرهابيون. يقول واحد من أهالي الشهداء: إن الشهيد توفي أثناء تواجده من ناحية مدخل ميدان جامعة القاهرة المواجه لبين السرايات؛ ففي أثناء وقوفه فوجئ برصاصات الغدر تنهمر عليه من قبل بعض البلطجية ب"فرد آلي"، مؤكدا أن الشهيد نزل مدافعا عن الشرعية رغم كونه لا ينتمي إلى جماعة الإخوان، مشددا على أن مقتل الشهيد زاد من إصرار أصدقائه وأقاربه على تأييد شرعية الرئيس. ويروي شاهد عيان آخر: ما حدث هو جريمة مدبرة من قوات الداخلية؛ حيث شوهد عدد من البطجية وهو ينزلون من إحدى المدرعات ليصوبوا "طبنجاتهم" الخرطوش في اتجاه المتظاهرين بشكل عشوائي مما أودى بحياة العديد من الشهداء. وأكد عدد من المصابين أنهم كانوا يقفون في حراسة مدخل ميدان الجامعة من ناحية كلية الفنون التطبيقية ليفاجئوا بالاعتداء من قبل بعض البلطجية علي مسيرات كانت تأتي عن طريق شارع فيصل مارة بطريق بين السرايات، وهو ما أسفر عن وقوع عدد من المصابين والشهداء أيضا. ويضيف حسين عبد الحميد، أحد المصابين، أنه بعد مهاجمة المسيرات أكثر من مرة، والتي كانت تأتي من ناحية جامعة القاهرة، أخذ الواقفون على مدخل الميدان لحراسته وضعهم للاستعداد للتعامل مع أي اعتداء من قبل أي بلطجية، إلا أنهم كانوا يؤمنون الميدان بالعصي فقط، إلا أنهم فوجئوا في حدود الساعة 11 من مساء الثلاثاء، وبعد مناوشات متقطعة على مدار الساعة لتخويف المتظاهرين بهجمة شرسة من قبل بعض البلطجية من فوق أسطح بعض المنازل وبعض مباني الكليات من داخل الجامعة، حيث توالى إطلاق النار بشكل عشوائي، من فرد آلي، وبعدها بدقائق معدودة جاءت مدرعتان من الشرطة ليفاجأ المتظاهرون بنزول عدد من جنود المدرعة مسلحين بفرد خرطوش أطلقوها في الهواء، فأصابت عددا من المتظاهرين ثم تابعوها بإلقاء الغاز المسيل للدموع. وأضاف أنه وسط الدخان الكثيف الناتج عاود الواقفون فوق المنازل بتصويب رصاصاتهم الغادرة بشكل مكثف على المتظاهرين، ما نتج عنه مقتل هذا العدد الكبير وإصابة المئات في أقل من 5 دقائق.