في مشهد لم يختلف عن الأمس القريب أيام موقعة الجمل، أصابت رصاصات الغدر التي كانت تحت رعاية عدد من قوات الداخلية مستخدمة أكثر من عشرين فردا من البلطجية لتصيب ما يقرب من 20 متظاهر سلمي من متظاهري جامعة القاهرة والتي أودت بحياتهم علي الفور، وإصابة أكثر من مائتي شخص، ما بين إصابات خطيرة وسطحية. وانتقلت- الحرية والعدالة- إلى إحدى المستشفيات التي تم إسعاف المصابين بها، وهي مستشفي -أم المصريين- بالمنيب، لتستمع إلي أهالي المتوفين والمصابين عما حدث من مجزرة ذكرتهم بالمشهد الذي كان بموقعة الجمل ابان ثورة 25 يناير. وسيطرت حالة من الفزع والبكاء الشديد علي بعض أهالي المتوفين الذين تم خروجهم فور وصولهم إلي المستشفي بعد وفاتهم ليتم نقلهم إلي مشرحة زنهم، منهم ثلاثة من المتظاهرين المنتمين والمتعاطفين للتيارات الإسلامية، في حين أن المتوفي الرابع من مجرمي البلطجية الذين تم الإمساك بهم. وقال أحد أهالي أحد الشهداء-م ج30 سنة تقريبا-أن الشهيد توفي أثناء تواجده من ناحية مدخل ميدان جامعة القاهرة المواجه لبين السرايات؛ ففي أثناء وقوفه فوجئ بانهيال الرصاص حوله من بعض البلطجية ب"فرد آلي" حيث توالت الرصاصات علي المتظاهرين بشكل عشوائي مما أدوي بحياة الشهيد علي الفور، وأكد –أحد الأهالي هذا-أن الشهيد نزل مدافعا عن الشرعية رغم كونه لا ينتمي إلي الإخوان المسلمين غير متوقعا أن يتم الغدر بهذا الحشد الكبير من المتظاهرين والذي ضم مئات الآلاف-بميدان النهضة- بهذه الآلية البشعة. وأضاف أن مقتل الشهيد زاد من اصرار أصدقائه وأقاربه علي تأييد شرعية الرئيس. ومن جانبه أحد أهالي الشهداء أيضا ويدعي الشهيد–أ.م- أكد أن ما حدث هو جريمة مدبرة من قوات الداخلية؛ حيث شوهد عدد من البلطجية وهو ينزلون من إحدى المدرعات ليصوبوا "طبنجاتهم" الخرطوش في اتجاه المتظاهرين بشكل عشوائي مما أودي بحياة الشهيد علي الفور. وقد تم نقل الشهداء الثلاثة وجثة البلطجي من –أم المصريين- إلي مشرحة زينهم. أما بقية المصابين فقد تم نقلهم إلي القصر العيني. وتحدثت الحرية والعدالة مع المصابين بمستشفي أم المصريين الذين أكدوا أنهم كانوا يقفون في حراسة مدخل ميدان الجامعة من ناحية كلية الفنون التطبيقية ليفاجئوا بالاعتداء من قبل بعض البلطجية علي مسيرات كانت تأتي عن طريق شارع فيصل مارة بطريق بين السرايات وهو ما أسفر عن وقوع عدد من المصابين والشهداء أيضا. وأكد –حسين عبد الحميد- أحد المصابين أنه بعد مهاجمة المسيرات أكثر من مرة والتي كانت تأتي من ناحية جامعة القاهرة؛ أخذ الواقفين علي مدخل الميدان لحراسته وضعهم للاستعداد للتعامل مع أي اعتداء من قبل أي بلطجية إلا أنهم كانوا يؤمنون الميدان بالعصي فقط ما فوجئوا معه في حدود الساعة 11 من مساء الثلاثاء وبعد مناوشات متقطعة علي مدار الساعة لتخويف المتظاهرين فوجئوا بهجمة شرسة من قبل بعض البلطجية من فوق أسطح بعض المنازل وبعض مباني الكليات من داخل الجامعة، حيث توالي إطلاق النار بشكل عشوائي، من فرد آلي، وبعدها بدقائق معدودة جاءت مدرعتان من الشرطة ليفاجأ المتظاهرون بنزول عدد من المدرعة مسلحين بفرد خرطوش أطلقوها في الهواء فأصابت عددا من المتظاهرين ثم تابعوها بإلقاء الغاز المسيل للدموع. وأضاف أنه وسط الدخان الكثيف الناتج عاود الواقفون فوق المنازل بتصويب رصاصاتهم الغادرة بشكل مكثف علي المتظاهرين ما نتج عنه مقتل هذا العدد الكبير وإصابة المئات في أقل من 5 دقائق. وقد غادر المستشفي-أم المصريين- عدد يزيد عن 40 مصابا تلقوا العلاج وخرجوا علي الفور، في حين أن أغلب المصابين الآخرين والمتوفين كان قد تم نقلهم إلي القصر العيني نظرا لعدم استعداد طاقم المستشفي لاستقبالهم خاصة مع خطورة حالات البعض. وكان أغلب المصابين بالخرطوش بإصابات بسيطة نظرا لضرب الخرطوش من علي بعد، في حين كان أغلب المتوفين والمصابين بإصابات خطرة نتيجة الضرب العشوائي من الأسلحة الآلية. ويذكر أن هناك عدد من الحالات الخطرة التي لم تتمكن من الحديث بسبب حالتهم الحرجة. وبسؤال عدد من البلطجية الذين تم القبض عليهم وإصابتهم في هذه الاشتباكات رفضوا ذكر أسمائهم واكتفوا بالقول بأن هناك شخصيات قامت باستئجارهم لضرب المتظاهرين بعد تصوير المتظاهرين لهم علي أنهم "إرهابيون"-علي حد زعمهم-. هذا ولم يتم الاستدلال على أي من أهالي البلطجية بما يبين أنهم من أرباب السوابق وأجيال أطفال الشوارع المتلاحقة.