بعد انتهاء فعاليات اليوم الأول للتظاهرات أمس، انكشفت جبهة الإنقاذ، فلم نر لها تواجدا بين أعداد المتظاهرين، حيث اتضح أن المسيطر على المشهد المعارض الفلول وجحافل البلطجية والسلمية الزائفة. يقول د. إبراهيم البيومي أستاذ علم الاجتماع السياسي والخبير بمركز البحوث الاجتماعية: إن جبهة الإنقاذ قد كشفت أنها ظاهرة فوقية تتواجد في العالم الافتراضي أكثر من العالم الواقعي، وأكبر دليل أحداث 30 يونيو، حيث لم يظهروا في الصورة على الإطلاق، ومن الواضح أن الذي يتحكم أو يحرك المشاركين هم فلول الحزب الوطني وجحافل البلطجية الذين قاموا بالاعتداء على المقرات في العديد من الحافظات، وهؤلاء الفلول والبلطجية يتحركون من الداخل والخارج لعرقلة التحول الديمقراطي وإرباك المشهد. أما ما يسمى ب"الإنقاذ" لم يعد لها وجود وتراجعت للخلف، وصارت جزءًا من الماضي السلبي. ويرى مدحت ماهر، المدير التنفيذي لمركز الحضارة للدراسات السياسية، أن جبهة الإنقاذ انتهت ولم يعد لها وجود، ولا يوجد شيء اسمه "إنقاذ"، وهذا منذ فترة وليس فقط منذ أمس، فالإنقاذ فشلت والموجود بالميدان هم أتباع شفيق وبقايا الوطني المنحل والأقباط، ولفت ماهر إلى أنه أعلن عدد من شباب الثورة تذمرهم وتململهم من "الإنقاذ" ووصفوها بالفاشلة. وحذر ماهر من أن مصر تمر بحالة خطيرة؛ بسبب تضليل وتشويه وتشويش إعلامي كبير لعقلية المصري البسيط أمام 16 قناة لديها سياسة موحدة تصب في مصب واحد هو تحويل كراهية المشروع الإسلامي وفي قلبه الرئيس والإخوان. وتؤكد د. درية شفيق أستاذ العلوم السياسية بجامعة حلوان، أن القاعدة العريضة من الشعب المصري رفع ل"جبهة الإنقاذ" والقوى الداعية للتظاهر كارتا أحمر ليس فقط في مظاهرات 30 يونيو ولكن منذ بدأت الحشد لمليونيات متعاقبة، وذلك لوعيهم بأنها جبهة خراب على الوطن، حيث أنهكت الدولة واقتصادها وتسببت في خسائر كبيرة بمجال السياحة والتنمية والاستثمارات؛ نتيجة الشعور المستمر بعدم وجود استقرار سياسي. وأضافت: هذه الجبهة لا يؤيدها إلا أقلية من الليبراليين والعلمانيين، ويريدون فرض رؤيتها على شعب أغلبيته يتبنى التوجه الإسلامي، ولم يعبر التحرير أمس عن هذه الأغلبية بل عبر عنها حشود مؤيدي الرئيس برابعة العدوية؛ لأن الشعب اختار الشرعية وحسم موقفه بلفظ "الإنقاذ". ودعت شفيق القيادة السياسية مدعوما بالتأييد الشعبي الحقيقي الجارف والواسع بجميع المحافظات إلى اتخاذ قرارات حاسمة تجاه هذه الجبهة؛ لأنها تريد زعزعة أي استقرار أو إنجاز للثورة، وتطالبه بالضرب بيد من حديد عليها؛ لأن مظاهرات أمس لم تكن سلمية، حيث تم حرق مقرات للإخوان ولحزب الحرية والعدالة وحرق مقر مكتب الإرشاد بالمقطم ومارسوا العنف اللفظي والمادي.