في خطاب اتسم بالشفافية والقوة والعملية قد الرئيس كشفا دقيقا للواقع ورؤية للمسقبل بخطوات وخطة واضحة ولا غموض فيها ولا نقص.وفيما يلي أهم عشر رسائل. 1- الشفافية ومصارحة الشعب بحقائق الأمور واعترافه بوجود أخطاء. في خطاب المكاشفة وكشف حساب عن عامه الأول قدم الرئيس بالحقائق والأرقام وبرصد الواقع عما تم من إيجابيات وسلبيات وتحديات معترفا بوجود أخطاء مع وجود إرادة قوية لتصويب الأخطاء وتدراكها وتجويد الأداء بناء على دراسة معمقة للمشكلات والأزمات الهيكلية المتراكمة عبر عقود، موضحا توليه المسئولية التي منحها إياه الشعب بانتخابات نزيهة في فترة حرجة للغاية وصعبة وأنه أصاب وأخطأ في أحيان. وأكد أن الهدف للمصريين القضاء على الظلم والفساد للنظام المجرم السابق بدون دماء وبدون انقسامات وبالفعل قطعنا شوطنا في ذلك وبقي تحديات وأشواط أخرى تحتاج لاستكمال وكل ما نحتاجه الآن روح تغلب المصلحة الوطنية وليست روح تسفه وتشوه وتخون كل شيء. 2-تحديات كبيرة تواجه مصر وتركة الفساد ضخمة حالة الاستقطاب والتطاحن السياسي التي تهدد التجربة الديمقراطية الوليدة وتهدد الوطن بحالة من الشلل والفوضى كسيناريو أسود يعصف بالوطن ومقدراته. نعاني أيضا تأخر النمو الاقتصادي والذي يتطلب استقرار سياسي، كذلك نعاني أزمات متتابعة، اجتهدت مؤسسات الدولة وعلى رأسها مؤسسة الرئاسة في حلها والخطأ وارد وتصحيحه واجب بشكل عاجل وفوري. وكشف كيف تأخر الاقتصاد وبالذات قطاع السياحة بالعنف الممنهج بالشارع والذي تضخمه وسائل الإعلام. ضمن التحديات وجود عقود سابقة بعهد المخلوع أدت لاحتكار سلع استراتيجية بثمن بخث وتم بيع أراضي الدولة بملاليم وتواجه الدولة حربا شرسة ضد الفاسدين لاسترداد أموال الشعب بالداخل والخارج الأمر الذي يواجه تحديات جسيمة في مواجهة مافيا الدعم. 3-الثورة تحتاج إصلاحات جذرية وسريعة كان السبيل لمواجهة التحديات تجنب الإجراءات الاستثنائية قدر الإمكان وإصلاح المؤسسات من داخلها، ولكن التجربة والممارسة أثبتت أن الثورة تحتاج لإصلاحات جذرية وسريعة في هياكل مؤسسات الدولة ولابد لها من حلول غير تقليدية، لكي تحقق الثورة أهدافها كثورة واحدة دفع الشهداء والمصابين والمصريين ثمنها قبلها وبعدها وأثناءها. الثورة طاقة بناء تنمية والآن وقت تحويل ثورتنا السلمية لطاقة بناء وتنمية بسواعد مصرية وثروة وبشرية تبلغ 90 مليون مواطن وطاقة شبابية وإرادة البناء ملكنا. 4-حزمة إجراءات عاجلة لاحتواء الأزمات ورؤية للمستقبل قدم الرئيس حزمة عاجلة من القرارات يشعر المواطن البسيط بها أهمها تطهير المؤسسات من الفاسدين والتعامل بحزم مع شبكة المهربين وناهبي وسارقي الدعم من مستحقيه. تكليف وزير الداخلية بوحدة لمكافحة البلطجية وقطع الطرق وتهديد المؤسسات الحيوية. تشكيل لجنة مستقلة لإعداد تعديلات دستورية من أحزاب وقوى سياسية بدعوة لهم للجلوس معه وتبني مقترحاتهم وتقديمها منه شخصيا للبرلمان القادم. تشكيل لجنة عليا للمصالحة الوطنية تضم الأحزاب والأزهر والكنيسة وشباب ومجتمع أهلي بين كافة مؤسسات الوطن، والتوافق حول محاور العمل الوطني.وأكد على لحمة النسيج الوطني وتأكييد مبدأ المواطنة. تجهيز للانتخابات البرلمانية القادمة لأهمية وجود مؤسسة تشريعية تساعد في عملية التطهير وإعادة الهيكلة. ونجاح مصر في تأسيس علاقات مدنة عسكرية متوازنة محذرا من الشائعات المغرضة التي تريد الوقيعة بين مؤسسات الدولة. والرئيس هو القائد الأعلى للقوات المسلحة، والرئيس الأعلى للشرطة وأن أجهزة المؤسسات تعمل في انسجام تحت قيادته . 5-خطوات على طريق العدالة الاجتماعية استعرض الرئيس ما تحقق في سبيل تحقيق العدالة ومنها زيادة مخصصات الصحة والتعليم وسيناء بالموازنة للعام المالي الجديد. نجحت الدولة في خطوات منها رفع الحد الأدنى للأجور واستفاد منه 1,9 مليون موظف، واستفاد 1,2 مليون معلم من الكادر الخاص، و750 ألف إداري بالتربية والتعليم والأزهر، و150 ألف عضو هيئة تدريس تحسنت رواتبهم. وارتفع ميزانية الأجور للعام المالي الجديد من 96 مليار إلى 176 مليار بالموازنة الجديدة. واستفادت المرأة المعيلة وأبناءها من التأمين الصحي ومعاش الضمان الاجتماعي في زيادة ودعم الفلاحين والعمال ومحدودي الدخل. 6-تمكين الشباب في مؤسسات الدولة وسياسيا واقتصاديا وضع آليات منتظمة لإدماج الشباب في تنمية بلادهم وتأهيلهم لذلك، وتسهيل الإدماج السياسيلهم، كشف الرئيس أن التجربة أثبتت أن قوى الشباب لم تجد لها مكان في الأحزاب القائمة أو العملية السياسية بعد عامين ونصف من الثورة سوى الشوارع والميادين للتعبير عن مطالبها، وتمتلك طاقة للتغيير لم تجد ما يستوعبها، ولابد من تمكينها من المشاركة في المناصب التنفيذية للدولة بعد القضاء على الفساد والمحسوبية فيها. 7-شبكة أعداء الثورة مرصودون ومعلومون بالأسماء أعداء الثورة وشبكتهم بالداخل والخارج تم رصدهم وتعلمهم الرئاسة بالاسم وعلى وعي بجميع تحركاتهم ومحاولاتهم لإفشال الثورة والدولة والرئاسة، ولكن الدولة من القوة بما يمنع أي محاولة للرجوع للوراء وعصر القهر والفساد والاستبداد انتهى ولن تفلح الأزمات المفتعلة المتعاقبة في إعادة إنتاج النظام السابق المستهدف تكفير الناس بالثورة عن طريق عرقلة أي خطوات إيجابية للأمام وسيطرة هؤلاء على أجهزة إعلام تمكن للثورة المضادة. وكشف الرئيس محاولتها تخريب التجربة الديمقراطية بمنظومة العنف والبلطجة المنظمة وتمويلهم واللعب بالنار في مؤسسات شديدة الأهمية مستهدفين ضرب وتقويض مؤسسات الدولة وتماسكها وتعاونها ونجاحها في رأب الصدع. وتميز خطاب الرئيس بتحديد أسماء ووقائع المفسدين والفاسدين وإدراكه لخطورة مهرجان البراءة المتتالي لرموز النظام السابق ورجال أعماله ودورهم في حشد البلطجية ونشر الفوضى والشائعات لضرب الاقتصاد والوقيعة بين مؤسسات الدولة التي تقوى يوما بعد يوم وبالفعل بدأت في التعافي بما فيها وزارة الداخلية. 8-نجاح التجربة الديمقراطية وحراسة التداول السلمي للسلطة شدد الرئيس على حراسته للتداول السلمي للسلطة وفقا للدستور والقانون وبناء على الإرادة الشعبية بشكل نظامي بدون عنف أو بدائل مجهولة ومقلقة وغير شرعية، وضرورة التمسك بما أنجزته مصر من دستور جديد ومؤسسات منتخبة داعيا لمعارضة حقيقية تقوم بدورها الحقيقي في تداول السلطة عبر شرعية الصناديق التي جاءت بأول رئيس مدني للبلاد لابد أن يكمل مدته مع الاحتكام للصناديق. وكشف الرئيس أن قطاع من المعارضة التي تطالب بإسقاط الشرعية رفضت المشاركة في الحكومة والسلطة بينما تشكك الان في مشهد عبثي في كل شيء. هناك قوى معارضة تصطف مع أعداء الثورة ومن قامت الثورة ضدهم بناء على حقائق ومعلومات ومنهم أحمد شفيق المطلوب للعدالةحيث أهدر مال عام بصفقة شراء طائرات منذ 7 سنوات تقدر ب 700 مليون دولار وغيرها كما أنه محرض على قلب نظام الحكم كجريمة واضحة. وكشف محاولة شفيق العبثية بالزعم بأن الانتخابات الرئاسية مزورة رغم أنها الأكثر نزاهة في تاريخ مصر بشهادة القضاء والخارج ونتائجها محصنة وفقا لنص المادة 28 المستفتى عليها. 9-مسئولية عبد المجيد محمود وبقايا النظام عن ضياع القصاص والعدالة كشف الرئيس أن النائب العام السابق عبد المجيد محمود لم يسلم التقرير الأول لتقصي الحقائق من النيابة العامة للمحكمة يرئاسة أحمد رفعت مما تسبب في سلسلة البراءات التي نراها لرموز النظام والمخلوع والذين يتحركون الآن ويخططون ضد الشرعية وضد الثورة.ويوظفون العنف والبلطجة كاشفا أنه يرصد شبكة الفاسدين والبلطجية بالأسماء والممول والمحرض ومن يدعون الثورية ويتدثون باسمها وهم مجرمون يخربون الوطن بأموال الفقراء المنهوبة. ووجه لهم خطاب شديد اللهجة بالتوقف عن المؤمرات وخرق القانون وأنه لا مكان بيننا للمخربين والمفسدين 10-استكمال عملية التطهير وتنقية السوس من عظم وجسد المؤسسات لابد من استكمال عملية التطهير وتنقية السوس الفاسد من عظم أجهزة الدولة التي بدأت في التعافي سواء بمؤسسة القضاء أو النيابة أو الداخلية أمر الرئيس بتكليف الوزراء والمحافظين من الآن بإقالة كل المتسببين في الأزمات بخدمات المواطنين من رؤوس الدولة العميقة بتكليف مباشر من رئيس الجمهورية بإقالة جميع هؤلاء على أن يتم ذلك خلال أسبوع. وحول هذه الرسائل أكد مدحت ماهر المدير التنفيذي بمركز الحضارة للدراسات السياسية أن الرئيس بدا قويا كرجل دولة واثقا في نفسه ومؤسساته تحت قيادته، وجاء خطابه قويا لدرجة ستضعف كثيرا من مظاهرات 30 يونيو وستقلل من أثرها أو الاستجابة لها حيث لاقى صدى طيبا للجماهير القلقة وطمأنهم خطابه. واعتبر خطابه نقطة تحول في الأداء الرئاسي بدلا من رؤية الإصلاح التدريجي إلى خط الإصلاح الجذري الثوري والمواجهة المباشرة، وكشف بخطابه التركة الثقيلة لمبارك وأذنابه وصار محددا للأسماء والوقائع وهو يمتلك زمام الأمور.