أعداء الثورة يشغلون الرئيس بالمشاكل السياسية والأمنية أملا فى ثورة جياع أو فشل حزب الحرية والعدالة فى الانتخابات القادمة. المواطن العادى يحتاج إلى نتائج ملموسة وسريعة جدا فيما يخص لقمة العيش. المعدمون تحديدا لا يعبئون بأزمة سد النهضة أو بتنمية محور قناة السويس ولا مدينة الطاقة أو غيرها. كما أن برامج التشجير والعلاج المجانى وتنظيف الشوارع قد لا تبهرهم. فهم يريدون تأمين احتياجاتهم الأساسية اليوم قبل الغد. لذلك أقترح برنامجا للعدالة الاجتماعية يركز على مصابى الثورة وضحايا النظام السابق وسكان العشوائيات والمعدمين وأطفال الشوارع وضحايا البلطجة وضحايا الألغام والأرامل. أهدف البرنامج: يمكن أن يتضمن البرنامج إصدار تشريعات لمعالجة قضية الإيجارات القديمة لصالح المعدمين بحيث ترجع الشقق لأصحابها، ويمكن استصلاح 2 مليون فدان وتوزيعها على المعدمين بواقع 4 أفدنة للفرد أو 6 أفدنة للرجل وزوجته أو 10 أفدنة للأسرة. وتوزع الأراضى بأسعار رمزية وبفترة سماح معقولة. ويمكن تخصيص 2 مليار جنيه للمشروعات الصغيرة. كما يمكن مساعدة المصانع المتعثرة بشرط توظيف المعدمين. وأقترح توفير 100 ألف منحة دراسية فى الخارج وإعطاء الأولوية للمعدمين. ويمكن التنسيق مع ليبيا والعراق وقطر وتركيا لتوفير مليون وظيفة لهم. وأقترح توزيع نصف مليون قطعة أرض مبان ومثلها من الشقق عليهم. ويمكن إعطاؤهم الأولوية فى الوظائف الحكومية. وأقترح إنشاء مدارس ومعاهد تدريب لأطفال الشوارع. مصادر التمويل المقترحة: يمكن التفاهم مع الدائنين على التبرع بديونها للمشروع، فألمانيا ترغب فى استبدال جزء من ديونها على مصر بمشاريع تنموية. كما يمكن زيادة الضرائب على السياحة والشاى والقهوة والسجائر ودخول الفنانين ولاعبى كرة القدم والعاملين فى الخارج بواقع 2 إلى 5%. كذلك يمكن بيع بعض الصحف العامة ومقارات الحزب الوطنى المنحل والقصور الحكومية. أضف إلى ذلك التبرعات والوقف الخيرى والصدقات لكونهم يستحقون الزكاة. وهناك الوفر الناتج عن تطبيق الحد الأعلى للأجور وتشجيع التقاعد المبكر والعمل نصف الوقت والالتزام بسن التقاعد. ونقترح تقليص ميزانية وزارات مثل الخارجية والثقافة والإعلام والشباب والرياضة. كما يمكن إشراك الجيش فى استصلاح الأراضى وبناء مساكن شعبية وتدريب للمعدمين وإعطائهم الأولوية فى الكليات العسكرية. كما يمكن العمل مع الدول الغربية لتوفير بعثات دراسية فى الخارج. فتبرعات مكتبة الإسكندرية زادت عن مئات الملايين من الدولارات. كما اقترح الشيخ الحوينى تسديد ديون مصر من التبرعات. وهناك مشروع منح جاموسة مجاناً للأسر الفقيرة. ويتوقع أن يجذب البرنامج آلاف المتطوعين لتدريب المشتركين على المهن الحرة. آلية التنفيذ يتم دعوة الأفراد إلى التسجيل وتقديم إثباتات أنهم من المعدمين. ثم يحدد المستحق طلبين من الخيارات المعروضة. ثم يعرض عليه ثلاث فرص واحدة تلو الأخرى. بمعنى آخر، تعرض عليه شقة، فإذا رفضها تعرض عليه مزرعة، فإذا رفضها تعرض عليه وظيفة. فإذا رفضها كلها، يشطب اسمه من البرنامج. وهذا البرنامج تطبقه سلطنة عمان. يحتاج المشروع هيئة من شيوخ مصر والعالم العربى للإشراف عليه. مشاكل أغلب المصريين اقتصادية، بينما اهتمامات النخبة سياسية وأيديولوجية. رغم ذلك، تحاول المبادرات الحالية إرضاء النخبة بدل التركيز على المواطن العادى. يجب مخاطبة القاعدة العريضة من المصريين وحل مشاكلهم الاقتصادية وطرح برنامج يلتفون حوله.