لم أسمع كلمة واحدة من حمدين صباحى ولا محمد البرادعى ولا عمرو موسى ولا السيد البدوى قادة جبهة "الإنقاذ"، حول جريمة الاعتداء على منزل الدكتور جمال حشمت -وكيل لجنة الأمن القومى والشئون الخارجية بمجلس الشوى، عضو الهيئة العليا لحزب الحرية والعدالة- خرسوا جميعا، وأكلت العتة ألسنتهم، برغم أنها واقعة خطيرة يمكن أن تحدث لمنزل كل منهم لو أراد التيار الإسلامى أن يتعامل مع قيادات "الإنقاذ" بمنطقهم الغبى العنيف نفسه. ماذا سيكون رد الفعل لو ذهب آلاف الإسلاميين مثلا وحاصروا منزل حمدين صباحى أو فيلا محمد البرادعى أو قصر السيد البدوى؟! ألن تبدأ على الفور أسطوانة (الاعتداء على الحرمات.. همجية.. إرهاب.. إلخ)؟!، وهل سيفرح صباحى أو البرادعى أو موسى أو البدوى لو ذهب متظاهرون إلى منازلهم وهتفوا ضدهم وسبوهم أمام عائلاتهم بالأم والأب والألفاظ النابية المنحطة، كما فعل صبيانهم أمام منزل الدكتور جمال حشمت؟. ما حدث أمام منزل الدكتور جمال حشمت ومن قبل أمام منزل وزير الداخلية (رفع الملابس الداخلية)، وأمام منزل الرئيس محمد مرسى بالشرقية، وأمام منزل رئيس الوزراء هشام قنديل، كله يعبر عن ضيق أفق وغباء سياسى وسلوك منحط من "إرهابيين" لا "سياسيين" حتى ولو كانوا من حزب الدستور وتيار حمدين صباحى وفوضويى حركة (تمرد).. هو تصرف لا مثيل له فى العالم، لأن المسكن خط أحمر فى كل دول العالم لا يجب ترويع الأهل أو الأطفال داخلها، وإلا سيكون من حق خصوم هذه المعارضة الفاشلة الذين اعتدى على منازلهم الحق نفسه فى ترويع منازل كبار المعارضين وتحطيمها. ما حدث قد يكون (بروفة) أو (رسالة) لما ينتويه هؤلاء الفوضويون الذين يريدون السلطة بأى شكل.. ويؤكد أن ما تدعيه حركة تمرد وزعماء جبهة الخراب عندما يعلنون أن مظاهرات 30 يونيو ستكون سلمية، هو مجرد أكاذيب، وأنهم يقصدون العكس تماما؛ أى التخريب، وينوون انتهاج كل أعمال العنف والبلطجة والتخريب الممكنة. عندما قدمت ابنة حمدى صباحى للنيابة بتهمة النصب على مواطنين وتم حبسها، خرج مؤيدو صباحى السياسيون والإعلاميون يقولون: "كله إلا الأبناء.. لا تزجوا بالأسر فى الخلافات السياسية" مع أنها قضية رأى عام وعملية نصب واحتيال تحقق فيها النيابة علنا وابنة صباحى هى واحدة من المتهمين وليس كل المتهمين.. ومع هذا لم أسمع أحدا من القيادات الإسلامية يشمت فى ابنة حمدين صباحى، ولكنهم عندما يصل الأمر ببيوتهم يقولون (خط أحمر) وعندما يهاجم أنصارهم منازل الإسلاميين ويعتدون على أهلهم بالألفاظ القذرة ويحطمون أبوابها، فلا تسمع لهم صوتا وكأنهم صم بكم عمى! الاعتداء على منزل الدكتور جمال حشمت مقصود ومتعمد، وهو استمرار لمسلسل الاعتداء على منازل رموز السياسيين الإسلاميين وقيادات الدولة، ولو استمر واستمرت معه موافقة قيادات جبهة "الإنقاذ" على ما يجرى، فمن المؤكد أنه سيطال الجميع، وهو ما لا نتمناه أن يحدث، ويومها لن يستطيع صباحى وحراسه البودى جارد ولا البرادعى وتويتاته ولا السيد البدوى بحراسه الخروج من منازلهم، وعلى نفسها جنت براقش.. و"براقش" هذه بالمناسبة قصة تاريخية ل(كلبة) فى بلاد المغرب العربى لم تنصت لأهل القرية عندما طالبوها بعدم النباح كى لا تلفت نظر الأعداء لمكانهم، فراحت تنبح نباحا متواصلا حتى عرف الأعداء مكانهم فهاجموهم وأجهزوا عليهم وقتلوا الكلبة معهم، فأصبح يقال: (على نفسها جنت براقش)!. ما يفعله صبيان جبهة "الإنقاذ" الآن ليس سوى محاولة لترهيب الشعب استعدادا ل(تخريب 30 يونيو)، متصلة بمخطط إعلامى جبان يقوده الإعلاميون الكاذبون الذين يتقاضون الملايين لمباركة وتبرير مخطط تخريب مصر.. فهم يمارسون العنف والبلطجة وينشرون شائعات عن تنحية الرئيس مرسى وتعيين مجلس رئاسى كأنه أمر واقع؛ ليزعزعوا كيان مؤيدى الرئيس الشرعى المنتخب، ويبرروا العنف القادم. يوم 30 يونيو سيمر كأى يوم عادى من أيام المظاهرات الخائبة للمعارضة اليسارية والعلمانية، قد يتخلله أعمال عنف كعادتهم، وسيشارك فيه كالعادة أيضا لصوص وبلطجية مأجورون بأموال خارجية، لأنها فرصة (الإنقاذ) الأخيرة للانقضاض على الرئيس الشرعى ومحاولة عرقلة صعود مصر بعد كبوتها التى استمرت عشرات السنين. فهم يعلمون جيدا أنه بعد 30 يونيو سيكون مصيرهم سلال القمامة بعدما كشفهم الشعب على حقيقتهم، وكشف تخريبهم وعجزهم عن تحقيق ما يريدون عبر الصناديق والانتخابات؛ لهذا يلجئون إلى العنف ونشر الفوضى اشتياقا إلى الكرسى لأخر مرة قبل أن يضطروا للذهاب إلى صناديق انتخابات مجلس النواب الجديد !