تعكف وزارة الاستثمار على تعزيز التعاون الاقتصادى والاستثمارى فى إفريقيا، لمواجهة التوغل الذى تقوده شركات أجنبية وأخرى تابعة لإسرائيل، فى محاولة لتثبيت أقدام الشركات المصرية فى دول القارة السمراء، خاصة تلك التى تعتبر عمقا استثماريا وإستراتيجيا للبلاد. وقال يحيى حامد -وزير الاستثمار-: إن الحكومة تعمل جاهدة على تدعيم علاقات وأواصر التعاون مع إفريقيا، وتدعيم علاقاتها القوية مع مجتمع الأعمال الإفريقى والعربى والدولى بما يخدم مختلف الأطراف، ويحقق مزيدا من التعاون المثمر للجميع. وفى تصريحات له على هامش لقائه سفراء القارة السمراء، فى مقر الوزارة، الأسبوع الماضى، أشار حامد إلى أن قطاعات الدواء والسياحة والنقل والخدمات المالية غير البنكية، وقطاع سوق المال والتأمين والتمويل، من أبرز القطاعات التى يمكن أن تستفيد بها القارة السمراء من خلال التعاون مع مصر. من جانبهم، قال خبراء مصرفيون: إن البنوك المصرية أمامها فرصة كبيرة لتوسيع قواعدها بالأسواق الإفريقية، وتوفير التمويل اللازم للمستثمرين المصريين الراغبين فى إقامة مشاريع، سواء صناعية أو تجارية مشتركة بين مصر وبلدان القارة الإفريقية، بعد قيام أحد أهم البنوك العامة بفتح فرع له بالسودان. وأشاروا إلى أن التوسع الخارجى للبنوك المصرية فى هذه الأسواق سيسهم فى رفع كفاءتها، إلى جانب الفرص الاستثمارية الكبيرة التى تحويها إفريقيا، مضيفين أن ذلك يعزز من صلات مصر بهذه الدول ويساعد فى تنشيط الاستثمارات، وكذلك جذب عملاء جدد، والمزيد من الاستثمارات الأجنبية أيضا، مؤكدين أن فروع البنوك المصرية فى الخارج تساعد على سرعة تحويلات المصريين فى الخارج. وأكد محمد فاروق -الخبير المصرفى- أن توسع البنوك فى القارة السمراء يعد فرصة ذهبية لها، خاصة فى ظل الأزمات السياسية والاقتصادية التى يمر بها الاقتصاد العالمى، مضيفا أن تلك التوسعات ستسهم فى توجه البنوك المصرية للسوق الدولية والخروج من السوق المحلية؛ لتصبح بنوكا ذات صبغة دولية متعددة الجنسيات. وتوقع أن تدخل البنوك المصرية المستوى العالمى وتصرح منتجات جديدة جراء هذه الخطوة، إضافة إلى تنشيط الاستيراد والتصدير من خلال تمويل البنوك المصرية العاملة فى الخارج للعملاء والاستثمارات المصرية بالقارة السمراء. وأشار إلى أن توسع القطاع المصرفى خارج حدود الدولة يلعب دورا إيجابيا فى ترسيخ مكانة البنوك المصرية على لائحة البنوك العالمية، مضيفا أن البنوك المحلية الكبرى لها فروع ومكاتب موجودة فى الخارج منذ أمد بعيد، وأن افتتاح فروع جديدة لها أو التحالف مع أحد البنوك الموجودة فى البلد التى يصوبون هدفهم عليها خصوصا فى الدول الإفريقية المجاورة يسهم فى زيادة أرباح ويعزز من هذا الوجود ويسهم فى توسع البنوك. ومن جانبه، أوضح أحمد عبد السلام -الخبير فى الاستثمار الزراعى- أن إفريقيا لا تزال تمثل أرضا خصبة للاستثمار الزراعى يمكن أن تستفيد منه مصر فى تحقيق طفرة كبيرة فى الاقتصاد، من خلال تنفيذ مشروعات مشتركة مع دول القارة، داعيا إلى دراسة جميع الفرص الخاصة بالاستثمار الزراعى وتشجيعه عبر الزيارات المتكررة بين مصر ودول حوض النيل. وأشار عبد السلام إلى أن قطاعات تربية الثروة الحيوانية تعد من أبرز المجالات التى يمكن أن تعمل من خلالها مصر على تدعيم أواصر التعاون مع إفريقيا، ومساندة التحركات السياسية لمجابهة بعض المشروعات التى قد تحمل ضررا على مصر مثل سد النهضة الإثيوبى.