أعانى من العراك المستمر لصغيرى الذى لم يبلغ الخمسة أعوام مع شقيقته الأكبر ذات الثمانى سنوات بسبب اختلافهم فى الطباع، فرغم حب الصغير لأخته، إلا أنه عنيف فى تعامله معها بسبب مشاهدته المستمرة لبرامج المصارعة، فضلا عن شقاوته الزائدة، مما يحفز الابنة على الرد عليه بالضرب العنيف، مما جعلنى أشعر أن الابنة لا تحبه فى بعض الأحيان. ما يؤلمنى هو شعورى بأنى السبب فى خلق هذا الشعور بين الشقيقين لأنها تقلدنى بعدما أصبحت أكرر استيائى له فى كل ما يفعله. أشعر بالذنب وفى الوقت نفسه أشعر بالقلق من سوء العلاقة بين الأبناء، فماذا أفعل وأنا لا أستطيع أن أخفى غضبى، مع العلم أننى منفصلة عن الأب ومتزوجة من شخص آخر وظنى أن أمر زواجى زاد من هذا الأمر.. فماذا أفعل؟ ترد على هذه الاستشارة، مانيفال أحمد -المستشارة الأسرية والتربوية- فتقول: عزيزتى أهلا بك.. أعانك الله وبارك لكِ فى أولادك. قبل أن نبدأ فى حل مشكلة صغيرك، دعينى أقول لك إنه من المهم أن نتعرف على طبيعة المرحلة العمرية للصغير، والتى من أهم خصائصها -خاصة أنه ولد- كثرة الحركة والميل لألعاب العنف والحركة كالقفز والجرى و"الشقلبة" والتى تفرغ طاقته، فالولد ليس له صبر على الجلوس لفترات طويلة بل يمارس المهام والألعاب التى تعتمد على عضلاته، لهذا يفضل أن تشتركى له فى نشاط رياضى يفضله ويمتص جزءا من طاقته. أما بالنسبة لشعورك بالاستياء من طفلك، وتكرارك على مسامعه النقد المستمر فاسمحى لى أيتها الأم الفاضلة أن أقول لك إن الطفل دائما يحتاج من الأم أن تراه بشكل جميل وإيجابى. ولأنه طفل فالطبيعى أن يخطئ، وأن يكون مندفعا، وألا يتذكر التوجيه، وأن يكسر القواعد، هذا جزء من تكوينه، ولهذا فعلينا نحن الأمهات الصبر والاستيعاب؛ فحاولى أن تدربى عينيك على أن ترى الجميل والذى يستحق المدح فى طفلك، ابحثى وأنا واثقة أنك ستجدين الكثير، لكنا نحن الأمهات عادة ما نستعجل أن نرى ثمرة توجيهاتنا وتربيتنا، وهذا مستحيل، فهذا يحتاج وقتا؛ فالطفل يكرر خطأه كثيرا ونحن كأمهات نقومه مرارا أيضا حتى يفهم وينضج ويعى. عليه، أنصحك أن تتوقفى قليلا عن نقده، خاصة أمام شقيقته وأقاربه وأصدقائه، واستبدلى هذا النقد بالدعم فارسمى جدولا وضعى له نجمة عن كل شىء وأى شىء إيجابى يفعله سواء قام به عن قصد أو دون قصد، لكن ركزى له عليه وكافئيه بنجمة، ثم كافئيه على كل 10 نجمات بشىء يحبه، ولتكن المكافأة جنيها أو قصة أو حلوى أو أى شيئا آخر يسعده؛ لأنه إن كان لا يرى منك سوى النقد فسوف تصله رسالتان؛ الأولى "مفيش فائدة" مهما فعلت لن ترضى.. والثانية أنا "خلاص أنا بقيت وحش"، بالإضافة إلى ترسخ السلوك السلبى لدية مع تكرار النقد. بالنسبة للضرب، فراجعى نفسك فيه، هل تعتمدينه -أنت ووالده- وسيله لتأديبه أو عقابه؟ فعادة يستخدم الطفل الأدوات التى نستخدمها معه ويطبقها على الآخرين، فراجعى نفسك، واحرصى على عدم مشاهدته برامج المصارعة وأفلام العنف، وقللى من فترات جلوسه أمام التلفاز بشكل عام، مع الاهتمام بشغل وقت فراغه بمهام ونشاطات أخرى مثل الألعاب والقراءة، رحلات، برامج تنمية شخصية... ابحثى وسوف تجدين الكثير، خاصة أننا فى فترة الصيف ويظهر الكثير من الجمعيات والمراكز التى توفر نشاطات مختلفة للأطفال. اهتمى أيتها الأم بعقد اتفاق مع شقيقته على وضع حدود بينهما، وتحدثى معهما عن بدائل تفريغ الغضب والتعبير عنه بغير الضرب -وعليك أن تنفذى معهما ما تقولين- يعنى إن كنت تستخدمين الضرب بالفعل فكونى جزءا من الاتفاق، وامنعى الضرب تماما فى البيت. الأم الفاضلة.. لم تذكرى شيئا عن علاقة زوجك بأولادك، ولماذا تعتقدين أن لهذا أثرا عليهما، ومنذ متى تم الانفصال ثم الزواج الجديد؟ كما أنك لم تذكرى شيئا عن علاقة أولادك بوالدهما، أعتقد أن هذه المعلومات مهمة. أرجو أن أكون قد أجبت عن تساؤلاتك.. وأهلا بك مجددا.