اعتبر علماء أزهريون أن تزامن ذكرى الإسراء والمعراج هذا العام مع ذكرى النكسة (حرب عام 1967)، رسالة واضحة للمسلمين والعرب بضرورة النهوض من كبوتهم، والتوحد لتحرير بيت المقدس من الاحتلال الصهيوني. أحمد كريمة أستاذ الفقه بجامعة الأزهر أشار، في تصريح له، إلى أن "توافق ذكرى الإسراء والمعراج في عامنا هذا مع ذكرى النكسة هو إرهاص لحفز همم المسلمين لاسترداد المسجد الأقصى واستنقاذه من الأسر الصهيوني، فليس من المقبول أو المعقول أن تقام احتفالات علمية ودعوية وإعلامية تتحدث عن أحداث الذكرى دون أن تتطرق إلى المكان الذي ترتبط به الذكرى، وهذا إعلام للأمة لبذل المجهود لنيل المقصود لاستنقاذ المسجد الأسير". ونشبت حرب 1967 بين الإسرائيليين وكل من مصر وسوريا والأردن في الفترة ما بين 5 إلى 10 يونيو 1967، وأفضت لاحتلال إسرائيل كل من سيناء المصرية والجولان السورية، والضفة الغربيةوالقدس اللتين كانتا تحت السيادة الأردنية، وقطاع غزة الذي كانت تديره مصر قبل الحرب، واستمر محتلا إسرائيليا، حتى عام 2005، حين اضطرت إسرائيل إلى تنفيذ انسحاب أحادي الجانب منه تحت ضغط ضربات "المقاومة" الفلسطينية. وأضاف كريمة أنه "لا عبرة بشعارات ولا بخطب رنانة فالواجب على المسلمين أن يأخذوا العبر والعظات من هذا الحدث؛ ليكون واقعا عمليا في سلوكياتنا بوضع الخطط المحكمة التي إن لم يتمكن الجيل الحاضر من تنفيذها فعلى الأقل يعدها لجيل قادم". ولفت إلى أنه "إذا كان المجتمع يمر بمرحلة العجز والإفلاس والتناحر فلا أقل من دراسات مستقبلية تعين على استرداد الحق المفقود". من جانبه، أكد محمد الشحات الجندي عضو مجمع البحوث الإسلامية التابع للأزهر أن "هناك مغزى من تزامن الذكريين فرحلة الإسراء والمعراج بلاغ من الله للمسلمين بأن بيت المقدس أمانة في أعناق المسلمين ينبغي عليهم الحفاظ عليها ويدافعوا عنها بكل نفس ونفيس". وتابع: "كما أن الرسول محمد صلى الله عليه وسلم، صلى بالأنبياء في بيت المقدس خلال رحلة الإسراء والمعراج في العام الحادي عشر للبعثة المحمدية، وفي هذا إشارة إلى أنه على المسلمين فريضة تحرير بيت المقدس من الاحتلال الصهيوني حيث أن أرض القدس تعد موضعا لا يجوز إطلاقا للصهيونية أن تدعي أن لها حقا فيها". وأضاف أن "إسرائيل في النكسة احتلت القدس باسم الصهيونية العالمية وليس باسم اليهودية، وإسرائيل بتصرفاتها النازية ضد المقدسات والمسجد الأقصى وسياسة التهويد التي يصرون عليها ودخول كثير من المستوطنين الإسرائيليين لحرم المسجد الأقصى عنوة لا يقره الإسلام ولا المسيحية واليهودية". ونوه إلى أن تزامن الذكرتين "درس ينبغي أن يعيه المسلمون جيدا وأن يهبوا لنصرة الأقصى والقدس، قبل فوات الأوان، وإن لم يفعلوا فسيكونوا مدانين أمام الأجيال القادمة". الشيخ عبد الحميد الأطرش رئيس لجنة الفتوى بالأزهر الشريف سابقا قال بدوره إن هذا التزامن "يوجب علينا أن نتذكر أن بيت المقدس هو مسرى النبي محمد (خاتم الأنبياء) وأولى القبلتين، وعلى كل مسلم وهو يعلم أن أولى القبلتين في قبضة الصهاينة يدنسونه بنعالهم أن يعمل بكل جد كي يتحرر القدس". وشدد أن "تلك المواكبة تشير إلى أنه آن للعرب في تلك الذكرتين أن يستعيدوا كرامتهم التي سلبت ويعودوا لرجولتهم التي أصبحت حبرا على ورق ويفيقوا من غفلتهم ويصوبوا لرشدهم." ولفت إلى أن "إسرائيل وهي لا تساوى محافظة القاهرة من حيث العدد إلا أنها شوكة في قلب الوطن العربي لأنها لم تجد من يردعها، فعلى العرب جميعا ان يقوموا قيام رجل واحد ويظهروا قوتهم ورجولتهم لاستعادة بيت المقدس". ويحتفل المسلمون سنويا بذكرى معجزة الإسراء والمعراج في السابع والعشرين من شهر رجب (الشهر السابع من العام الهجري)، وهي الرحلة التي يعتقدون أن الله أسرى بخاتم الأنبياء محمد صلى الله عليه وسلم خلالها من مكة بأرض الحجاز إلى المسجد الأقصى بفلسطين ثم عرج به إلى السماوات العلى، في ليلة واحدة.