تظاهر العشرات من النشطاء، اليوم الأحد، أمام مقر السفارة الإثيوبية بوسط العاصمة المصرية القاهرة بالدقي، احتجاجًا على شروع الحكومة الإثيوبية في بناء سد النهضة، والذي اعتبره عدد من الخبراء المصريين سيكون سببا في نقص حصة مصر من مياه نهر النيل. من جانبها، دفعت قوات الأمن بعشرات المجندين ومدرعتين وبعض ناقلات الجنود في محيط السفارة الإثيوبية، تحسبا لتطور الأمر إلى محاولات اعتداء على السفارة. فيما أعلنت السفارة الأثيوبية، إغلاق مقرها اليوم أمام المتعاملين معها تحسبا لتطور الأمر خلال احتجاجات اليوم، دون أن تعلن متى ستستأنف نشاطها، ورسميا، احتفلت إثيوبيا، أحد أهم دول منبع نهر النيل، الثلاثاء الماضي ببدء تحويل مجرى النيل الأزرق للمضي قدما في بناء "سد النهضة"، الذي تقول إثيوبيا إنها تهدف منه لتوليد الكهرباء وتنمية الصناعة. وفي المقابل يخشى متخصصون مصريون، من أن يؤثر بناء السد الإثيوبي على حصة مصر من المياه، كما يخشون تعريض مصر لخطر الغرق في حال ما تعرض السد الإثيوبي للانهيار، في حين قالت الرئاسة المصرية إن تحويل مجرى مياه النيل لن يؤثر على حصتها المائية. وكانت اللجنة الثلاثية الدولية، المختصة بدراسة تأثيرات سد النهضة الإثيوبي، أعلنت مساء أمس السبت، أنها سلمت تقريرها النهائي حول السد إلى حكومات الدول الثلاث المعنية (إثيوبيا ومصر والسودان)، وأضافت اللجنة، في بيان لها، إنها " تنتظر رد كل دول من الدول الثلاث على موقفها وتقييمها إزاء التقرير"، من دون مزيد من التفاصيل. ولم تكشف اللجنة، في بيانها، عن توصياتها بشأن السد أو ما إذا كان يمثل خطورة على الحصص المائية لدولتي المصب (مصر والسودان)، وفيما لم تعلن القاهرة والخرطوم موقفهما من التقرير حتى اليوم، ذكر التلفزيون الإثيوبي أن اللجنة تأكدت في تقريرها على سلامة جميع التصاميم الخاصة بالسد، وأنه ليس هناك أية أضرار أو تأثيرات على دول المصب (مصر والسودان). وتتكون اللجنة الفنية الثلاثية لتقييم سد النهضة، من 6 أعضاء محليين، (اثنان من كل من مصر والسودان وإثيوبيا)، و4 خبراء دوليين في مجالات هندسة السدود وتخطيط الموارد المائية، والأعمال الهيدرولوجية، والبيئة، والتأثيرات الاجتماعية والاقتصادية للسدود. وجاء قرار تشكيل اللجنة وفقا لاقتراح من رئيس الوزراء الإثيوبي الراحل ميليس زيناوي، الذي دعا وزراء المياه في الدول الثلاث لبحث ودراسة موضوع السدود من جميع جوانبها وذلك بعد أن أعلنت بلاده رسميا في الثاني من أبريل 2011 عن بدء الأعمال الإنشائية لسد النهضة.