أكد الرئيس محمد مرسي انه يحرص في جميع زياراته الخارجية على لقاء أبناء الجاليات المصرية الذين يحرصون على التواصل مع الوطن ويحملون همومه أينما وجدوا، مؤكدا أن هذه الاجتماعات محببة إلى قلبه حيث يستمع من خلالها إلى آراء المصريين في الخارج حول سبل بناء وطنهم كما يتعرف على مشكلاتهم ويعمل على إيجاد الحلول المناسبة والسريعة لها. وأشار الرئيس مرسي، في كلمة له مساء اليوم أمام اجتماع للجالية المصرية في أديس ابابا، إلى أن مصر تمر الآن بمرحلة التحول الديمقراطي بعد ثورة شعبية كانت تسعى للحرية والكرامة ولم تكن ثورة جياع تبحث عن لقمة العيش، وكانت ثورة قام بها المصريون للبحث عن غد افضل وثورة ضد الفساد والتبعية وتهميش دورنا العالمي وتسليم ارادتنا لغيرنا في ظل نظام يبدو أنه كان ينتقم من شعبه وهي ثورة تبحث عن المعني الحقيقي لهذا الوطن وعن دور حقيقي لمصر الجغرافيا والتاريخ والإسلام والمسيحية والقيمة الحضارية. وأوضح الرئيس انه من الطبيعي ان تمر الدول بعد الثورات بتحديات كثيرة وان مصر مرت بمرحلة مقلقة كان فيها دستور مؤقت ولكننا تمكنا من عبور هذه المرحلة ورغم السلبيات التي تعد طبيعية نظرا لضخامة الوطن بأهله وأهدافه وكلما كبر حجم الوطن كلما كبرت التحديات. وأضاف "مازلنا نخطو خطوات جادة لنضع أقدامنا على طريق طويل من التنمية والاستقرار وتحقيق نهضة إنتاجية كبيرة تستحقها مصر ولا يمكن تحقيقها بدون نشر التعليم واستخدام التكنولوجيا المتطورة وتحقيق العدالة الاجتماعية بما هو متاح. وطالب مرسي المصريين ببذل المزيد من الجهد والعرق والصبر والاخلاص حتى ننتج غذاءنا ودواءنا وسلاحنا ونمتلك إرادتنا مع عدم الاختلاف على الأهداف وإن تباينت الرؤى والأفكار، وقال إننا الآن على أبواب إجراء انتخابات مجلس النواب لتكتمل مؤسسات الدولة بعد أن تم انتخاب رئيس الجمهورية، مشيرا إلى أن السلطة الثالثة وهي السلطة القضائية موجودة وتؤدي مهامها. وأكد الرئيس مرسي أننا لن نعود إلى الوراء مهما كانت التحديات ومهما كانت المحاولات التي يقوم بها البعض لإيهام ثورات الربيع العربي أن الحال كان قبل هذه الثورات أفضل مثلما يحدث في سوريا حاليا. وأضاف اننا نحتاج الى بعض الوقت لتحقيق الاهداف المرجوة ولصناعة مستقبل مشرق وافضل لأولادنا والتعرف على موارد الوطن المتنوعة، مشيرا الى سبيل المثال الى ما نجحت فيه مصر من تحقيق محصول وافر من القمح هذا الموسم. وقال "إننا نعمل الآن على استيراد القمح من الفلاحين بدلا من الخارج وتشجيع الفلاح على التوسع في زراعة القمح"، مشيرا الى ان مصر حققت هذا الموسم زيادة تبلغ 30%، في الانتاج مقارنة بالسنوات السابقة بما يساعدنا على تحقيق الاكتفاء الذاتي من الغذاء مستقبلا. وبعث الرئيس مرسي برسالة اطمئنان الى المواطنين بأن الأوضاع الاقتصادية في مصر ليست بالسوء كما يردد البعض، مشيرا الى المزاعم التي كانت تتردد في يناير الماضي من ان مصر ستفلس وقال لا تصدقوا ابدا هذا الكلام، مؤكدا ان مصر ماضية في زيادة الانتاج والعمل حتى تصبح دولة منتجة للتكنولوجيا لان العالم لا يعرف الا لغة القوة ولا يحترم الا الأقوياء الذين ينتجون. ثم دار حوار صريح ومفتوح بين الرئيس مرسي وابناء الجالية رد فيها على عدد من التساؤلات المطروحة على الساحة الداخلية ومن بينها سؤال حول موقف مؤسسة الرئاسة إزاء حركة "تمرد"، فقال الرئيس مرسي أنه ليس من المفترض طرح مثل هذا السؤال لأننا نريد ان تتحول مصر الى مفهوم المؤسسية بدلا من الاعتياد على ما كان يحدث في الماضي من ان الرئيس هو محور كل الاعمال وكل الإجراءات. وأوضح أن الدولة وفقا للدستور الجديد تقترب من برلمانية الحكم وتوزيع السلطة التنفيذية بين الرئيس والحكومة وإعطاء صلاحيات أقوى للبرلمان مع بقاء القضاء مستقلا بذاته. وأعرب الرئيس مرسي عن أمله في أن تنتقل مصر إلى مفهوم المؤسسية بدلا من ان تتركز السلطات في يد واحدة فإذا غابت اليد غاب الوطن. وقال "إننا نعتقد ان حركة تمرد التي تسعى لجمع بعض التوقيعات لخلع الرئيس هي تضم مجموعة من الافراد المخلصين ونريد لهم الانخراط في العمل السياسي في حزب او جماعة ولكن يجب التأكيد على مبدأ الديمقراطية التي تقول أن الأغلبية هي التي تحكم". وأضاف "إن البعض يقول إنني حصلت في الانتخابات الرئاسية على نسبة 52% بصعوبة ولكن من الناحية الدستورية والقانونية أنا الرئيس الشرعي لمصر ويجب على الجميع أن يقبلوا الآليات الديمقراطية ولا يجب أن نضيع الوقت حتى لا نخسر فرصا كثيرة في الخلافات".