لقى نحو 21 باكستانيا مصرعهم وأُصيب أكثر من 50 آخرين- يوم الجمعة- عقب وقوع انفجارين استهدفا مسجدين فى "بازدارا" الواقعة فى مقاطعة ملاكند بولاية "خيبر بختونخوا" شمال غرب باكستان. وأفاد مسئولون محليون بأن قنبلة انفجرت داخل مسجد أدت إلى انهيار سقفه، والقنبلة الثانية انفجرت على عتبة باب مسجد مجاور دمرته بشكل كبير، تزامنا مع خروج المصلين من المسجدين بعد أداء صلاة الجمعة، ولم تعلن أى جهة مسئوليتها عن الهجوم. وأشارت صحيفة "باكستان أوبزرفر" الباكستانية -فى عددها الصادر السبت- إلى أن هذا الهجوم هو الأعنف فى باكستان منذ إجراء الانتخابات التشريعية التى فاز فيها -السبت الماضى- حزب الرابطة الإسلامية بزعامة رئيس الوزراء السابق "نواز شريف"، فيما فازت "حركة الإنصاف" بزعامة لاعب الكريكت السابق "عمران خان" الذى يدعو للحوار مع "حركة طالبان" فى الانتخابات بولاية "خيبر بختونخوا" وسيقود الحكومة الائتلافية المحلية فيها. وذكرت الصحيفة أن "خيبر بختونخوا" تتعرض عادة لتفجيرات، لكن هذه المرة استهدف المساجد؛ الأمر الذى أثار استياء الشعب الباكستانى بشدة وينذر بأن العنف فى باكستان يتخذ منحنى خطرا. وأضافت الصحيفة أن التفجيرين جاءا بعد يومين فقط من الاقتراح الذى تقدمت به حركة طالبان الباكستانية لوقف إطلاق النار مع الحكومة الجديدة؛ مما يثير الشكوك حول وجود جهات تحاول إجهاض أى مفاوضات قد تحدث بين طالبان مع الحكومة الجديدة. وقال "برويز خطاك" -أحد المسئولين الكبار فى "حركة الإنصاف"- إن "إقليمنا عانى كثيرا من العنف ومن الضرورى أن نوحد جهودنا لإحلال السلام"، فقد شهدت الحملة الانتخابية والتصويت أعمال عنف أدت إلى مقتل أكثر من 150 شخصا. وأكد المحلل السياسى الباكستانى "نذير مؤيد" أن الحكومة الباكستانيةالجديدة تواجه أزمات كبيرة، أبرزها الأزمة الأمنية التى تعانى منها باكستان منذ سنوات عديدة. ووصف "مؤيد" الانفجار الأخير ب"الحدث الترحيبى" من قِبل جماعات متشددة تريد توجيه رسالة للحكومة تفيد بوجود العديد من القضايا التى لم تُحل حتى الآن، كما أن الانفجار بمنزلة دعوة لأن تطرح الحكومة سبلا جديدة لحل هذه القضايا العالقة فى المناطق القبلية. على الصعيد ذاته، لقى جنديان مصرعهما وأُصيب جندى ثالث فى هجوم نفذه مسلحون على مركبة عسكرية كانت تقلهم فى مدينة بيشاور الباكستانية، فيما أصيب 4 آخرون من الشرطة بعد الهجوم خلال تبادل للنار مع المسلحين الذين لاذوا بالفرار.