قال د. ياسر علي رئيس مركز المعلومات ودعم القرار بمجلس الوزراء: إن ظاهرة أطفال الشوارع احتلت مكانة واهتماما بالغا على المستويين الدولي والعربي؛ نظرا لأن حقوق الطفل جزء لا يتجزأ من حقوق الإنسان الأساسية، سواء في الإعلان العالمي لحقوق الإنسان أو ميثاق الأممالمتحدة وميثاق الاتحاد الأفريقي، وإعلان منظمة العمل الدولية الخاص بالمبادئ والحقوق الأساسية في العمل، وكذلك الاتفاقيات الدولية والعربية التي صدقت عليها العديد من دول العالم ومن بينها مصر. وأضاف خلال ندوة "ظاهرة أطفال الشوارع ومستقبل الخصائص السكانية في مصر" - التي نظمها مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار بمجلس الوزراء- برغم الاهتمام العالمي بهذه الظاهرة، إلا أنها ما زالت في ازدياد، وما زال أطفال الشوارع يعيشون في الدول النامية ظروفا معيشية بالغة الصعوبة، ويتجرعون مرارة سياسات وبرامج سياسية واقتصادية فرضتها عليهم أنظمة سابقة (فاسقة وظالمة) انتهكت كافة حقوق الأطفال المشروعة بداية من حقهم في المأوى والمأكل والمشرب والملبس والعمل، وانتهاء بحقهم في الحياة، وقامت بتهميشهم. وأشار إلى الإحصائيات تفيد بوجود ما يزيد عن 100 مليون من أطفال الشوارع في العالم يتركز أكثر من 40 مليون طفل منهم في أمريكا الوسطى، وهناك ما بين (25 - 30) مليون طفل في آسيا، وأكثر من 10 ملايين منهم في قارة إفريقيا، في حين يوجد ما بين (20 – 25) مليون طفل موزعون على باقي قارات العالم. وعن حجم الظاهرة في مصر قال علي: إنه لا يوجد في الوقت الحالي إحصاءات رسمية حكومية تبين عدد أطفال الشوارع أو حتى معلومات عن أعمارهم أو جنسهم، وبالرغم من المحاولات العديدة التي بُذلت في السنوات الأخيرة لتحديد حجم المشكلة، فليس هناك اتفاق على أعدادهم. فعلى سبيل المثال قدرت الهيئة العامة لحماية الطفل - وهي منظمة غير حكومية - أن أعدادهم وصلت في عام 1999 إلى حوالي 2 مليون طفل، في حين قدرت منظمة اليونسيف عام 2007 عدد الأطفال الذين يعيشون في الشوارع في مصر بأنه يتراوح ما بين ال 200 ألف إلى مليون طفل، وأن 25% منهم تحت سن الثانية عشرة. إلا أن المجلس القومي للأمومة والطفولة قدر عدد أطفال الشوارع في القاهرة عام 2009 بحوالي 5229 طفلا بنسبة 84.4% من الفتيان إلى 15.6% من الفتيات.