أثارت حالة الصمت الرسمى التى تنتهجها حكومات العالم ضد ما يحدث لمسلمى بورما من عمليات إبادة حالة من السخط المتصاعد فى الأوساط الشعبية والمنظمات الدولية، التى بدأت تحركات متتالية ضد الحكومة البورمية، تنوعت بين الدعوة لتحويل هذه الإبادة للمحكمة الجنائية، وشن حرب إلكترونية ضد مواقع حكومية بورمية، وشن هجمات انتقامية ضد المصالح والمؤسسات البورمية فى الخارج، مما دفع البعض للحديث عن أن دماء الروهينجا ستكون "لعنة" على بورما. وأظهر إحباط السلطات الإندونيسية لهجوم على سفارة بورما فى جاكرتا مؤخرا، وتهديدات قائد الجماعة الإسلامية فى إندونيسيا "أبو بكر باعشير" بشن حرب ضد حكومة بورما انتقاما للمذابح التى ترتكبها فى حق مسلمى الروهينجا، حجم التعاطف الذى بدأ يتزايد فى الأوساط الشعبية فى ظل صمت رسمى دولى غير مسبوق، وأشار إلى أن محاولة الهجوم على السفارة تأتى فى ظل أعمال الإبادة المستمرة ضد الروهينجا. وقال "باعشير" فى رسالة وجهها لحكومة بورما: "سمعنا بصراخ المسلمين فى بلادكم جراء ما يتعرضون له من أفعالكم الشريرة؛ فقد أخرجتموهم من ديارهم وأنتم تقتلونهم، فإذا تجاهلتم هذه النداءات، لتشهدن سقوط بلدكم فى أيدى جنودنا المقاتلين". وتظاهر الآلاف من أعضاء "جبهة المدافعين عن الإسلام" فى جاكرتا أمام سفارة بورما عقب إحباط الشرطة لمحاولة تفجير السفارة، حاملين لافتات مكتوب عليها: "أوقفوا الإبادة فى بورما". مطالب بوقف المذابح كما أن تنظيم المظاهرات فى العديد من دول العالم أمام سفارات بورما لا يتوقف للتنديد بعمليات إبادة المسلمين، حيث يطالب المتظاهرون المنظمات الدولية وحكومات العالم بتبنى مواقف حازمة ضد حكومة بورما وطرد سفرائها. ودعا اتحاد المنظمات الإسلامية فى أوروبا دول الاتحاد الأوروبى والمؤسسات الدولية إلى اتخاذ موقف حاسم للحيلولة دون ارتكاب مزيد من الأعمال الوحشية ضد مسلمى الروهينجا، واتهمت منظمة "هيومن رايتس ووتش" بورما بتنفيذ "حملة تطهير عِرقى" ضد أقلية الروهينجا المسلمة، مؤكدة وجود إثباتات تشير إلى مقابر جماعية وعمليات نقل قسرى لعشرات الآلاف من السكان المسلمين. كما أعلنت منظمة "قوات الردع المغربية" عبر صفحتها على فيس بوك شن حرب إلكترونية ضد مواقع بورما، ردا على الإبادة التى يتعرض لها مسلمو الروهينجا. ويتعرض المسلمون فى بورما منذ عقود لسلسلة جرائم مستمرة تتمثل فى القتل والتنكيل وإشعال النيران فى أجسادهم وهم أحياء، إضافة لتهجيرهم وتدمير منازلهم ومساجدهم. ودعت المنظمة كل المانحين الدوليين وبينهم الولاياتالمتحدة لتكثيف الضغط على بورما لإنهاء إبادة المسلمين الذين تعتبرهم الأممالمتحدة الأقلية الأكثر تعرضا للاضطهاد فى العالم، ويحرمهم المجلس العسكرى الحاكم من الجنسية. ودعا برنامج "الآليات الإقليمية والدولية" التابعة ل"مؤسسة عالم جديد لحقوق الإنسان" مؤخرا، لإحالة الانتهاكات الخطيرة ضد المسلمين فى إقليم أراكان ببورما للمدعى العام بالمحكمة الجنائية الدولية، للتحقيق فى المجازر والإبادة الجماعية والجرائم ضد الإنسانية التى تقع يوميا. وطالبت المؤسسة بعقد جلسة غير عادية فى المجلس الدولى لحقوق الإنسان لمناقشة الأوضاع غير الإنسانية المتدنية والجسيمة التى يعانى منها المسلمون فى بورما، لإثبات أن المجتمع الدولى لا يتعامل بمعايير مزدوجة وسياسية فى قضايا حقوق الإنسان. ودعت لإحالة ملف الإبادة لمجلس الأمن والجنائية الدولية لإصدار مذكرات اعتقال للقيادات العسكرية ورجال الأمن والرهبان البوذيين والقيادات المحلية بالأقاليم المتورطين. ويُقدر عدد مسلمى الروهينجا فى بورما حوالى 12 مليون نسمة من إجمالى عدد السكان البالغ 55 مليونا، يتركز نصفهم فى إقليم أراكان ذى الأغلبية المسلمة.