لما باتكلم عن السينما والفن من منظور إسلامى.. مباشرة المستمع بيتساءل عن معالجات من نوعية: طيب هاتعملوا إيه فى حجاب الممثلات؟ طيب مشاهد الزوجة مع زوجها؟ طيب هاتعملوا إيه فى مشاهد الحب والاختلاط والبحر والمصايف والمايوه؟! لكن المسألة أعمق وأبعد من تلك المعالجات السطحية؛ فالمخرج المبدع قادر على حل تلك المعضلات بشكل فنى، ولا مشكلة فى ذلك ولا خلل فنى يمكن أن يتعرض له المبدع بقليل من الذكاء. المسألة لدينا تتعلق بالإنسان.. كل إطار فنى أو ثقافى هو يشكل ويرسم وجها من أوجه الإنسان المتعرض له. فالفلسفة العلمانية شكلت من خلال فنها وثقافتها إنسانا هو النموذج المرجو بالنسبة لأصحاب هذه الفلسفة، وكذلك الفلسفة الاشتراكية أو الرأسمالية.. فالإنسان المتعرض للمنتَج الفنى والثقافى على مدى زمنى كبير يكتسب سمات الشخصية التى تتبناها الفلسفة الموجودة فى خلفية هذا المنتَج، وبالمحصلة فإن هذا المجتمع بالتراكم يبدأ فى تبنى هذه الفلسفة فى حياته.. فى نمط سكنه وتعليمه وعلاقته بالدين والمجتمع وهكذا.. وهذا هو غاية المرجو لإثبات نجاح الفلسفات النظرية. فنحن أصحاب الفلسفة الإسلامية، لن ننزلق إلى تفاصيل أو معالجات سطحية تبعدنا عن عمق المسألة وهو بناء الإنسان.. إنسان يستطيع بناء حضارة ويحقق غاية خلقه.. يعمر الأرض ويصلح المجتمع وينتصر للمبادئ العدل والحق والخير والجمال والإيمان والإبداع والعمل. الإسلام قدم فلسفة لنموذج الإنسان المثالى، والفن والثقافة والسينما، من منظور إسلامى، هى التى تحقق هذا النموذج الإنسانى بالقدر الذى يحقق غاية الخلق. المسألة لا تتعلق بأحكام الشريعة فقط.. فلو طبقنا كل أحكام الشريعة لسنا بالضرورة بذلك نكون حققنا مقاصد الشريعة. بكلمات بسيطة كمثال.. لا يشغلنى فى المعالجة السينمائية لبطلة الفيلم شكل حجابها بقدر ما يشغلنى كيف تعيش وطبيعة علاقتها بالمجتمع. للمزيد: صفحة "سينما النهضة" عبر "فيس بوك"