نشرت صحيفة "بوسطن جلوب" الأمريكية، فى عددها الصادر، الأحد الماضى، مقالة تحليلية للكاتب الصحفى جيف جاكوبى، وصف فيها جولة وزير الخارجية الأمريكى جون كيرى إلى أسيا بأنها تعبر عن "تناقض الرسالة الأمريكية حول موقفها من كوريا الشمالية". وأوضح جاكوبى أن التصريحات الذى أدلى بها وزير الخارجية الأمريكى فى أسيا تناقضت مع تصريحات الإدارة الأمريكية، فجاءت الجولة بمنزلة "تشويش" للموقف الأمريكى واضطراب فى الرأى العام العالمى. وكان الرئيس الأمريكى باراك أوباما أكثر حزما فى التعامل مع كوريا الشمالية؛ حيث أرسل طائرات مقاتلة من طراز الشبح إف-22 لكوريا الجنوبية للانضمام إلى مناورات عسكرية تهدف إلى تأكيد التزامها بالدفاع عن كوريا الجنوبية فى مواجهة حملة تهديدات متصاعدة من جارتها الشمالية. ووصف مسئولون أمريكيون أيضا تهديدات كوريا الشمالية بأنها "سخيفة"، وأضافوا: "نأمل أن تقوم كوريا الشمالية بالخيار الحكيم"، وحثوا الدول المجاورة لكوريا الشمالية على أن تمارس نفوذها من أجل حل هذا الوضع المتأزم. بينما جاءت جولة وزير الخارجية الأمريكى الأسيوية وكأنها تظهر ضعف الولاياتالمتحدة فى مواجهة تهديدات كوريا الشمالية. وأكد جون كيرى -فى مؤتمر صحفى بكوريا الجنوبية-: "أن الولاياتالمتحدة خفضت من حدة خطابها تجاه كوريا الشمالية بشكل كبير"، وأعلن أن بلاده ألغت تجربة إطلاق صاروخ باليستى عابر للقارات كانت مقررة، كعلامة على حسن النية من الجانب الأمريكى وبادرة للتهدئة، وعدل كيرى عن زيارته لقرية بانمونجوم الحدودية بكوريا الجنوبية، حيث تم توقيع معاهدة الهدنة نهاية الحرب الكورية. وأضاف كيرى -فى أثناء وجوده فى أسيا-: "نحن نحاول الوصول إلى حل عن طريق المنطق، ونحن نبحث عن شريك للتعامل معه بعقلانية ورشد"، آملا فى نزع فتيل التوتر فى المنطقة عن طريق المحادثات. وأشار جاكوبى إلى أن نية كيرى إشراك أحد أكثر حكام العالم همجية فى المفاوضات من شأنها فقط تحفيز المزيد من تبنى بيونج يانج سياسة حافة الهاوية، ورأى أن الولاياتالمتحدة يجب عليها أن تتخطى مرحلة المحادثات السياسية والدبلوماسية مع كوريا الشمالية حتى لا تكون بمنزلة المكافئ لها على سلوكها السيئ؛ لأن كوريا الشمالية لن تتخلى عن أسلحتها النووية غير الشرعية عن طريق التملق والعقلانية؛ فكانت الرسالة التى أرسلها كيرى خاطئة. واختتم جاكوبى تحليله بالتأكيد على أن الرسالة الصحيحة كانت تلك التى صرح بها أوباما بأنه لن يكافئ مثل هذا السلوك الاستفزازى من جانب بيونج يانج، ورأى أن هذه الرسالة يجب أن تكون هى سياسة واشنطن التى لا تتزعزع، وأن الرئيس الأمريكى ينبغى عليه مراجعة وزير خارجيته فى مسألة التنازل أو العودة إلى طاولة المفاوضات مع كوريا الشمالية.