ساد الهدوء مدينة الخصوص صباح اليوم وعادت الحياة إلى طبيعتها بعد ساعات من القبض على المتهمين الرئيسيين بإشعال الفتنة بالمدينة بقتل الشاب محمد محمود، الذي أشعلت وفاته أحداث الفتنة الطائفية الأسبوع الماضي، والتي راح ضحيتها 7 أشخاص، وأدت إلى إصابة 22 شخصا. وعادت المحلات التجارية لنشاطها وقام أصحابها بفتحها بعد أيام من الإغلاق في ظل أعمال العنف التي اندلعت هناك، بينما لا تزال قوات الأمن متواجدة بشوارع وأزقة الخصوص لضبط بقية المتهمين وحفظ الأمن. وأعلنت أطراف متعددة نجاح جلسة الصلح الأخيرة التى عقدت الخميس بين طرفى الأزمة، ولم تشهد المنطقة أى اشتباكات أو مشاحنات نهائيا، بينما شددت أجهزة الأمن على أنها تواصل جهودها للقبض على باقى المتهمين فى الأحداث لاتخاذ كافة الإجراءات القانونية تجاههم. وتأتي حالة الهدوء اللافتة، بعد أقل من يوم من إلقاء أجهزة الأمن في القليوبية القبض على شقيقين متهمين بقتل الشاب محمد محمود، وذلك بعد معلومات سرية وردت للعقيد أحمد الشافعي، رئيس فرع البحث الجنائي بالخصوص، تفيد بوجود الشقيقين في منزل والدهما بالمدينة، وتم عرض المعلومات على اللواء محمود يسري، مدير أمن القليوبية، وتمكن العقيد محسن زكي، مأمور قسم الخصوص، من ضبط المتهمين، وهما هاني وكرم فاروق إسكندر، داخل منزلهما بعد اقتحامه لتنفيذ قرار الضبط والإحضار الصادر بحقهما من النيابة العامة. وكانت مذكرة التحريات وأقوال الشهود وأهالي الضحية، أكدت أن المتهمين هما من أطلقا الرصاص في بداية المشكلة خلال مشاجرة بين مجموعة من المسلمين، بسبب قيام طفلين مسلمين برسم الصليب المعقوف (شعار النازية) على جدار أحد المعاهد الأزهرية المجاور لمنزل المتهمين، فتدخل المتهمان وطلبا منهما التفرق من أمام المنزل، فنشبت المشاجرة فقاما بإطلاق الرصاص على الأفراد المسلمين، مما أدى إلى مقتل محمد محمود، وبعدها اشتعلت الأحداث، واستعان كل طرف بأنصاره وتحولت المشكلة من خلاف عادي لفتنة طائفية تم خلالها مهاجمة منزل عائلة المتهمين وحرقه وحرق عدد من السيارات. تم فرض كردون أمني حول منزل المتهمين، وداهمت قوات الأمن المركزي والقوات الخاصة المنزل وتم القبض عليهما والتحفظ عليهما واقتيادهما للنيابة وسط حراسة أمنية مشددة، تحت إشراف المقدم شريف شوقي، رئيس مباحث الخصوص، وتولي أحمد عيسى، مدير نيابة الخصوص التحقيق. كما أمر أحمد عيسى مدير نيابة الخصوص بضبط وإحضار 20 متهمًا جديدًا من المتورطين فى أحداث الخصوص ليرتفع عدد المطلوبين من المحرضين والمتورطين في الأحداث الأولي بالخصوص إلي 32 متهمًا ، كما أمر حسن عبد العاطى وكيل أول النيابة إخلاء سبيل طفلين عمرهما 12 و13 سنه اللذين تسببا فى تفجير الأحداث بقيامهما برسم اسميهما على سور المعهد الدينى وتحته رسم النازية، ولم توجه النيابة لهما أى تهم بعد أن أكدا انهما قاما برسم الصور على سور المعهد الديني، فخرج رجل من المعهد ونهرهما ونهاهما عن الرسم على حائط المعهد، ثم خرج رجل مسيحي بيته مواجه للمعهد الديني وطلب منهما عدم الرسم وعدم الشجار أمام منزله، فاشتبك الطرفان واشتعلت الأحداث.