إن مجتمع الدعاة إلى الله الآن فى أمس الحاجة إلى الداعى الذى يجد عنده الناس ما يفتقدونه من أخلاق، وواجب الدعاة أن يحققوا فى أنفسهم هذا النموذج المبنى على الاقتداء بصاحب الشخصية الكاملة محمد صلى الله عليه وسلم. عندما يحقق الداعى النموذج الحقيقى فى الالتزام بالموعد، سواء أكان ضيفًا أو متلقيًّا أو مسئولًا أو عضوًا.. عندها فقط سيلتزم من حوله... القدوة تعنى تقديم النموذج الذى يراه الناس. فى علاقة أصحاب الدعوة بجيرانهم قدوة واضحة يراها الناس ليحققوا ما رأوه فى أنفسهم.. اجتهد أن تكون صورة متميزة تغرى من حولك بالاقتداء وحسن السيرة، حيث ألسنة الخلق أقلام الحق. فى داخل البيت نموذج آخر، إما أن ينبهر به شركاء البيت (الزوج - الزوجة - الأبناء) أو تلاحقهم الدهشة فى كل مكان يرون فيه من معهم فى البيت، يعلم الناس ما لا يجدوه منه بين الجدران الأربعة، اصطناعك للصلاح والتميز لن يفيدك طالما لم تحققه داخل البيت.. وللزوجة مثل ذلك من التذكير. زملاء العمل يرون أمامهم تجسيد الأمانة والدقة والانضباط وحسن التعامل.. إن افتقدوا منك ذلك سيبتعدون عن الدعوة ويذكروك كنموذج وسبب للهجوم على الدعاة وعلى الدعوة. فى أماكن الترفيه واللعب، حيث بيئة صراع الرغبات والاستئثار يفتقد الناس إلى سعة الصدر والابتسامة إن وجدوها فى إنسان التفوا حوله وتأثروا به.. كن أنت هذا الإنسان القدوة. العلاقة بالوالدين أحد أهم الشهادات فى صلاح الداعى وتوفيقه فى حياته، وهما من مفاتيح القبول لدى الناس.. كن نموذجًا فى البر تنل خير الدنيا ببر أبنائك لك وخير الآخرة، حيث دخلت الجنة من تحت قدمى والديك. وفى الختام أخى القارئ/أختى القارئة ما نحن إلا نماذج نجتهد فى تقديم الدليل على أن منهج القرآن يصلح الدنيا عندما يتحول إلى حياة، وتذكروا دومًا ما قالته زوجة النموذج الكامل عندما وصفته: (كان قرآنًا يمشى على الأرض) صلى الله عليه وسلم.. كونوا كما كان يصلح الله بكم دنيا الناس.