يوما بعد يوم تتزايد حدة الانشقاقات داخل الدائرة المحيطة بالأسد، ووصلت حاليا للطائفة العلوية التى تعتبر مصدر القوة الأساسى لبشار الأسد، حيث يعلو فى الآونة الأخيرة صوت متحدثى الطائفة الذين يعلنون أن الأسد لا يمثل طائفتهم، وأحدثها قيام نحو 300 من الطائفة بإعلان تبرؤهم من الجرائم التى يرتكبها بشار. وهو ما دفع عددا من المراقبين للتساؤل عن مغزى هذه الرسائل المتوالية وهل تعنى قرب انهيار بشار أم أنها محاولة من جانب العلويين لتجنب الانتقام مما يفعله نظام الأسد بحق السوريين؟ إلا أنها فى الحالتين قد تكون مسمارا أخيرا فى نعش بشار. وأصدر أكثر من 300 سوريا من الطائفة العلوية بيانا يدينون فيه "شبيحة الجبل ممن قام نظام بشار الأسد بتسليحهم"، مؤكدين أنهم سيسعون لمحاكمة كل من تلطخت أيديهم بدماء السوريين. وأضاف البيان "نحن أبناء وبنات جبل العرب الموقعين على هذا البيان نعيد ونؤكد أننا نعلن تبرؤنا من جميع شبيحة السويداء الذين حملوا السلاح وتلطخت أيديهم بالدماء أينما كان فى وطننا الغالى، وإن هؤلاء القتلة لا يمثلوننا ولا يعبرون إلا عن أنفسهم وعن نظامهم البائد". ويأتى البيان عقب عقد سوريين من الطائفة العلوية اجتماعا فى القاهرة لتأكيد دعمهم للمعارضة السورية وتنصلهم من نظام الأسد، ورغبتهم فى إبعاد طائفتهم عن الصراع الدامى فى سورية الذى أوقع حتى الآن أكثر من 100 ألف شهيد. وكان اعتماد بشار على طائفته فى قمع وقتل شعبه قد خلق حالة كبيرة من الانقسام فالبعض يشعر بحالة من الإحباط الشديد، نظرا لفشل قوات النظام فى القضاء تماما على المعارضة، فى حين يرى البعض الآخر أن سياسات الأسد مخاطرة بمستقبل البلاد وسوف تقود إلى حرب أهلية، وأن عددا كبيرا من العلويين يخشون انتقام المعارضين الذين باتوا يسيطرون على بعض المناطق بالدولة وينظرون إليهم بعين الريبة والشك. وتحولت بعض الأحياء العلوية لمعارضة الأسد، ومن بينها منطقة زهرة بمدينة حمص، وباتت تلك المنطقة تهتف ضد الأسد ونظامه. كما انتشر مقطع فيديو يظهر فيه أحد العلويين الذين انشقوا عن المخابرات السورية، يؤكد فيه أن السنة سوف ينتقمون من العلويين، مؤكدًا أن مستقبل الطائفة العلوية على المحك، متسائلاً:" هل تستحق عائلة الأسد أن تستمر فى حكم البلاد بعدما ارتكبته من جرائم؟"، وطالب العلويين بعدم الصمت. ويرى مراقبون أن الهدف من وراء تلك الرسائل محاولة تجنب انتقام السنة خاصة مع تزايد الهزائم لقوات بشار ووصول الثوار لمراحل متقدمة فى معركتهم مع الأسد، خاصة أن الأسد قد نجح فى ربط مصير الطائفة بمصير عائلته فى الحكم وشرع فى تخزين السلاح بمنقطة العلويين استعداد لمرحلة انهياره، إلا أنهم أعربوا عن أملهم أن تكون هذه الانشقاقات آخر مسمار فى نعش بشار الأسد.