جاءت استقالة الدكتور حسام عيسى رئيس لجنة تيسير أعمال حزب الدستور، أمس الخميس، لتكشف عن حجم الخلافات والصراعات التي يشهدها الحزب الذي يترأسه الدكتور محمد البرادعي، حيث كشف عيسي عن أن هناك من يحاول التزوير داخل الحزب؛ ليضمن بقاءه الأبدي على مقاعد السلطة بالحزب. وقال في نص استقالته: "عرفت وجوهًا قبيحة تعتمد الكذب والتزوير منهاجا للعمل، ولأنني تعودت على مواجهة الأقوياء وأصحاب المبادئ، ولأننى لا أعرف سبيلا للتعامل مع الجبن والخسة والكذب، ولا للعمل مع الصغار، فقد قررت أن أترك هذا الحزب منذ اليوم، وأنا مطمئن تماما أن شباب الحزب العظيم قادر على مواجهة هؤلاء ودحرهم، لأن الشباب – كما قال البرادعى – هو بالضرورة من سيرث الحزب فى سبتمبر القادم" . وأضاف: أتوجه إلى شباب الحزب راجيا أن يتمسكوا بأماكنهم داخل الحزب، ملتفين حول الرجل النقي الذي يرأسه لحسن الحظ، فالحزب فى النهاية هو حزب الكرامة الإنسانية والحرية، وبالتالي فهو حزبكم وأنتم قادرون على منع تزوير إرادتكم، وعلى تشكيل الحزب بشكل ديمقراطى، فليس هناك من سبيل آخر، واذكروا دائما أن محمد شعراوى مات من أجل الديمقراطية داخل الحزب". وقد هاجم الدكتور حسام عيسى، خالد داوود أمين الإعلام على الصفحة الرسمية للحزب على "فيس بوك" ووصفة بالمخرب قبل استقالته بيوم، قائلا: "نظرا لما قام به خالد داود من أعمال تخريبية القصد منها إعاقة مهمتي في هيكلة الحزب، برفضه نشر جدول إجراءات هيكلة الإسكندرية على موقع الحزب، فقد قررت أن يتم نشر كل ما يتعلق بالهيكلة على الصفحة الرسمية لحزب الدستور على موقع التواصل الاجتماعي الفيس بوك لحين اتخاذ الإجراءات التأديبية اللازمة". وفي نفس السياق أكد الدكتور أحمد البرعي نائب رئيس حزب الدستور، أنه لم يتم اتخاذ أية إجراءات تأديبية بحق خالد داود، واصفًا الصفحة الرسمية للحزب على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك بأنها غير رسمية، وأن قيادة حزب الدستور تؤكد ثقتها في داود والمهام التي يقوم بها كأمين للإعلام، ومتحدث رسمي، ورئيس تحرير الموقع الرسمي الوحيد لحزب الدستور على شبكة الإنترنت. وتابع البرعي: عيسى ليس مخولا بالتحدث باسم الحزب، مطالبا بعدم نقل أي بيانات رسمية صادرة عن الحزب سوى عبر موقعه الرسمي (يسيطر عليه داوود). كانت الهيئة العليا للحزب ألغت قرار عيسي الصادر بهيكلة أمانة الحزب فى محافظة الإسكندرية، وهو ما رفضه عيسي بشكل قاطع، ولم تنشره الصفحة الرسمية للحزب والتي يسيطر عليها شباب متضامن مع توجهات عيسي. واحتدم الصراع على من يسيطر على الحزب، بعدما أعلن البرادعي عن عدم قيادته للحزب في الفترة القادمة، وأنه سيترك القيادة للشباب في شهر سبتمبر المقبل، حيث تحاول جبهة البرعي والتي تضم عماد أبو غازي، وخالد داوود، وسامح مكرم عبيد، وآخرون، إحكام سيطرتها على المناصب القيادية بالحزب، وقد رفضت تسليم عيسي بيانات أعضاء الحزب، فضلا عن أن بيانات المؤسسين تم تزويرها والتلاعب بها لصالحهم، وهو ما أشار إليه عيسي ضمنيا في نص استقالته. من جانبه كشف أحمد دراج القيادي بالحزب، أسباب استقالة عيسى قائلا: البرادعى كلف عيسى بإعادة هيكلة الحزب، إلا أن الدكتور أحمد البرعى وشلته خالد داود، وعماد أبو غازي، وسامح مكرم عبيد، وآخرين، ما زالت تعبث بمصير الحزب، وتحاول السيطرة عليه، ووضع أنصارهم في المناصب القيادية؛ طمعا في استغلاله للوصول إلى أهدافهم، التي لا تتفق مع توجهات الحزب، مشيرا إلى أنهم سيقفون لهم ولن يستقيلوا. وأوضح دراج أن البرعي وشلته، وضعوا العراقيل أمام عيسي، الذي حاول جاهدا السيطرة على حالة الغضب ضدهم دون فائدة. بدورهم أعلن عدد من شباب حزب الدستور عن تضامنهم الكامل مع الدكتور حسام عيسى ورفضهم استقالته، مطالبين البرادعى بسرعة التدخل سريعا للإطاحة بكل من يعبث بمقدرات الحزب ويجعله يحيد عن مساره. كما دعا الشباب لسرعة إعداد لقاء يجمع بين شباب الحزب (ممثلين من كل المحافظات) مع البرادعي، ليتحدد على إثره في أي طريق يسير فيه الحزب. وأوضح شباب الحزب في بيان لهم، أنه "في ظل ظروف شديدة السوء تمر بها البلاد فوجئنا بإعلان الدكتور حسام عيسى انسحابه من حزبنا، وحساباتنا كشباب للحزب تختلف كلية عمن يديرون الحزب بشكل فعلى، ونحن الشباب الذى يعمل على الأرض لا فى الفضائيات، ونحن من أسس الحزب وجمع التوكيلات إيمانا منا بأن هذا هو حزب الثورة الذي سيجمعنا تحت مظلة ديمقراطية تعمل على وضع رؤية تنهض ببلادنا العزيزة". وقد وجه محمود محمد محمود وعضو اللجنة الإعلامية للحزب بالإسكندرية، رسالة إلى البرادعي، قائلا: "لقد عانينا كثيرا في توصيل رسالتنا إليك أن تقوم بإقالة أحمد البرعي وعماد أبوغازي وأعوانهم، وهم من يمثلون ذيول النظام السابق في الحزب وتطهير الحزب بالكامل، ولكن الآن لم يكن أمامنا خيار غير أن تتم إقالة البرعي وأبو غازي وأعوانهم وإعادة الدكتور حسام عيسي لمنصبه أو انتظر استقالات جماعية من الشباب الثوري الذي قام على ببناء الحزب من قبل تأسيسه، وبات يحلم بحزب ثوري خال من الفلول لاستكمال الثورة، ولك أن تختار إما استكمال بناء الحزب بالشباب الحر أو هدمة على أيدي منتفعين وأصحاب مصالح، فالمحترمون دوما لا يرتضون التواجد وسط الأوغاد".