أهنئ الأخ الفاضل د. ضياء رشوان بفوزه برئاسة نقابة الصحفيين، وأحتفظ له رغم أنى لم ألتقه فى حياتى بمواقف مشرفة إبان الحصار الحكومى على الإخوان المسلمين فى عصر المخلوع، وأذكر أننى تحدثت معه شاكرا موقفه من موضوع الميليشيات التى دبرتها المخابرات الأمريكية مع المصرية على حد قول مجدى الجلاد الذى شارك فى النشر الإعلامى مع زميلته الإعلامية منى الشاذلى. يومها كان رشوان هو الوحيد تقريبا الذى استضافته منى وقال كلاما إيجابيا، بينما زمرة من يسمون بالمثقفين من بينهم صلاح عيسى وإبراهيم عيسى ووحيد حامد قالوا كلاما يساند سيناريو الحكومة فى تلفيق قضية الميليشيات للإخوان. لا أعرف سر تحول رشوان المفاجئ من الإخوان رغم أنه أكثر الناس معرفة بالإخوان وتاريخهم عبر سلسلة تحليلاته وتقاريره عنهم على مدار عقدين أو يزيد من الزمن. ولم أفهم بصراحة موقفه وأنصاره بعد فوزه فى انتخابات الصحفيين! فكما هو معروف فقد آثر الإخوان الابتعاد عن النقابة فى ظل وجود بلطجية من غير الصحفيين ولكن يتمتعون بحماية الصحفيين، ومع ذلك ففور إعلان فوز رشوان فوجئنا بمن يهتف ضد الإخوان ومرشدهم، ويا ليتنى سمعت عتابا من رشوان أو إشارة منه لهؤلاء بعدم تجريح الأشخاص حتى ولو كانوا خصوما. محاولة بعض الناصريين والشيوعيين واليساريين تصوير الأمر على أنه انتصار على الإخوان -هى محاولة صناعة بطولة؛ فالإخوان لا يدخلون الانتخابات بطريقة سرية، بل بطريقة علنية واضحة، فعلوا ذلك فى عز أيام الاضطهاد، وكانت الأسماء تنشر، والمباحث تطارد المرشحين وتخطفهم من الطرقات، وفعلوها بعد الثورة وليست انتخابات اتحادات الطلبة إلا دليلا على قوتهم وعزيمتهم فى المضى قدما نحو تأسيس مجتمع ديمقراطى. أما بداية "رشوان" ووقفته الاحتجاجية ضد من قال إنهم تم الاعتداء عليهم أمام مقر الإخوان فى المقطم فأقول له هذه بطولة فى غير وقتها وليست مكتملة، فالحق أنك ساندت صحفيين متهمين بسرقة المال العام، وأعلنت أنك ستنسحب إذا تم حبس الصحفيين المتهمين فى قضايا النشل وليس قضايا النشر، وثانيا لم تطالب بفتح تحقيق فى موضوع الاعتداء على نقيب الصحفيين الأستاذ ممدوح الولى، وأخيرا لم نسمع لك صوتا فى قضية حبس الزميل أحمد جعفر المحبوس منذ أشهر فى الإمارات. لم يكن فوز رشوان ضد الإخوان، ولكنه يجب وبكل تأكيد أن يكون لصالح المهنة وليس فتح جبهة جديدة للخصومة التى حتما ستقضى على من يشعل فتيلها.