انتخب البرلمان الصينى - فى إجراء شكلى يوم الخميس الماضي- "شى جين بينج" رئيسا جديدا للبلاد بعد أن تم انتخابه زعيما للحزب الشيوعى الوحيد والحاكم فى الصين خلال المؤتمر الثامن عشر للحزب فى نوفمبر الماضى، لتنتهى بذلك عملية انتقال السلطة ويصبح "شى جين بينج" تلقائيا رئيسا للبلاد لعشر سنوات كاملة؛ إذ أن جميع مؤسسات الدولة الصينية تخضع للحزب الشيوعي. وتعليقاً على هذه الانتخابات قالت صحيفة (ديلى ميل) البريطانية إن "شى جين بينج" تولى رئاسة الصين وسط توعده بتحقيق "الحلم الصيني" الذى يناشد القيادة الجديدة بالعمل من أجل نمو الطبقات المتوسطة وتقدم الصين حتى تصبح الدولة الأقوى والأكثر نفوذا فى العالم. وأشارت الصحيفة إن الانتخاب الرسمى ل"شي" رئيسا للصين، يُنصّبه بذلك الرجل الأول لأكبر دول العالم وثانى أكبر قوة اقتصادية عالمية، الأمر الذى يفرض عليه تعزيز الحلم الصينى بدفع مئات الملايين من المواطنين إلى الطبقة المتوسطة على مدى العقود المقبلة. ويأمل الحزب الشيوعى الحاكم فى أن يساعد الاقتصاد الصينى الرئيس الجديد على قيادة البلاد لتصبح أقوى من الغرب، مع توقع محللين بأن الصين سوف تتفوق على الولاياتالمتحدة وأوروبا بحلول عام 2030. فمنذ وصوله إلى الشُهرة العام الماضى، سجّل "شي" نقاط إيجابية من خلال قضاءه بعض الوقت مع الفقراء؛ فى مساعيه لطمأنتهم على أنهم جزء أساسى من نمو البلاد، وللتأكيد على أن ارتقاء مستوى معيشتهم إلى الطبقة المتوسطة هو جزء مهم فى تقدُّم وتطور الصين. وسيحتاج الرئيس الصينى الجديد إلى المزيد من الوقت لتعزيز سلطاته وبناء الدعم من شعب يشتاق بشدة للتغيير ويتطلع إلى قيادة يمكنها معالجة النمو الاقتصادى المتباطئ والغضب المتصاعد بسبب انتشار الفساد والفقر. ويرى خبراء أن "شي" يواجه تحديا أمنيا محليا أكثر من التحديات الخارجية؛ حيث تحدث 18 ألف حادثة سنويا تتطلب التدخل الأمنى فى الصين التى يبلغ عدد سكانها أكثر من 1.3 مليار نسمة. كذلك تواجه الصين منذ سنوات عدة أزمات حاول الرئيس المنتهية ولايته "هو جين تاو" معالجتها، مثل: خصخصة المساكن وتقليص ملكية الدولة للشركات وإعادة هيكلة النظام البنكى والانضمام لمنظمة التجارة العالمية وضم رجال أعمال للحزب الحاكم وإقرار مبدأ العدالة الاجتماعية ورفع مستوى الريف، فضلا عن تقليل اعتماد الصين على الممارسات التجارية غير العادلة وزيادة دور السوق والسماح بفرص أكبر للاستثمارات الخارجية واعتماد إستراتيجية تقوم على منع تلوث البيئة ووضع العجز فى الميزانية تحت السيطرة. يُذكر أن "شى جين بينج" هو أول زعيم يولد بعد تأسيس النظام من قِبل "ماو تسى تونج" عام 1949، وهو نجل بطل ثورى، وبهذه الصفة هو أحد "الأمراء الحمر" فى الصين. ويخلف "شى جين بينج" (59 عاما) "هو جين تاو" رئيسا للصين، كما تم تعيين "ولى كيكيانج" (57 عاما) على رأس الحكومة خلفا ل"وين جياباو".