يا أيها الأغبياء إنه جيش مصر، ولم ولن يكون لأحد سواها. يا أيها الحمقى إنهم جند مصر، ولن يكونوا جندا لأحد سواها. يا أيتها الكائنات الفضائية، أراهنكم أنكم تهربتم ولم تشرفوا بالخدمة فى صفوف هذا الجيش العظيم. أراهنكم أنكم لم ترتدوا بدلته العسكرية، ولم تشاركوا فى حراسة حدوده. لم تستيقظوا فى بواكير النهار، ولم تحملوا السلاح، ولم تتعلموا فن القيادة والطاعة والالتزام بالأوامر. لم تصعدوا الجبال، ولم تمشوا لساعات على الأقدام، لم تتحملوا حر التدريب تحت وهج شمس يونيو ويوليو. لم تعرفوا معنى الولاء لمصر، لأنكم ربما ادعيتم الإصابة بشلل الأطفال أو "الفلات فوت" حتى لا تخدموا فى صفوفه. هذا الجيش المترامى فى ربوع مصر، فى صحاريها، على الحدود، فى جنوب الوادى وشماله، على حدوده الشرقية والغربية، هو من يحمى ظهوركم ويجعلكم آمنين فى بيوتكم. لقد خدمت فى القوات المسلحة، ولا يمكننى سوى القول بأنه شرف وأى شرف، وعز وأى عز أننى خدمت فى صحرائها؛ حيث ندرة الأكل والشرب والماء ولا شىء سوى رمال الصحراء المتحركة، فما رأيت من قادتى سوى حب هذا الوطن والرغبة فى الموت ونيل الشهادة فى سبيله. هذا الجيش الذى تعهد رئيس الجمهورية بدعمه وتمكينه عسكريا؛ لكى يكون على أهبة الاستعداد، أنتم اليوم تريدونه أن يترك الثغور ويجرى وراءكم فى الفضائيات وعلى المواقع الإخبارية لكى يرد على شائعاتكم المغرضة. هذا الجيش الذى تحمل فى سبيل الوطن أسوأ الأوقات واللحظات، يريد أن يعود لمهمته، وأنتم تجذبونه وتشدونه عنوة لكى يترك الحدود والثغور ويتفرغ لكم، أو يقبل دعوتكم له بالعودة إلى ملعب السياسة يفهم ألاعيبكم، ويعرف غرضكم. أنتم تريدونه مشتتا حتى يتمكن أصدقاؤكم من النيل من تراب مصر؛ فيلحق العار بنا جميعا ثم تعلقونها فى رقبة مؤسسة الحكم والرئيس على وجه الخصوص. خلافكم -أو قل كراهيتكم للإخوان- لن يدفع الجيش ثمنها، لو كنتم فعلا تتمتعون بالشعبية الكاسحة، فلماذا تستدعون الجيش؟ وماذا عساه أن يفعل لكم؟ لقد حافظ الجيش على انتمائه الوطنى، وعلى ابتعاده عن السياسة، وحتى حين تولى السلطة بعد الثورة أشفقنا عليه وطالبناه بالتخلى عنها؛ لأننا نحبه ونقدر دوره، وليس نيلا منه أبدا، لأننا نعرف حقيقة هذا الجيش، ونثمن عاليا تضحيات أبنائه على مدار التاريخ.