يا أيها الآتون بركاناً يوزع فوق شاشات الدجي الحمم التي في ضوئها نستكشف المستقبل الرغد السعيد يا أيها الآتون زلزالا يغربلنا ويفصل عن سنابلنا الطفيليات من سوس ودود يا أيها الآتون كالأنواء من رحم الرعود يا أيها الآتون كالإعصار مر علي مراعي الريح وامتلأ امتلاء بالبشارة والوعيد يا أيها الآتون من غدنا أبابيلا تصب كويكبات الاستفاقة في الوريد فلقد تخدرنا طويلا مضغة الأفيون كانت رؤية وأرائك التحشيش كانت مجلس الرأي السديد يا أيها الآتون من مصر التي لم تأت بعد بكل كف ساعدونا كم يساعد ساعد الجد الحفيد ولتنهضونا أيها الآتون من خلف المدي نحن التصقنا بالمقاعد من زمان إلتزمنا فيه وضعاً جانبياً للقعود نحن اكتسينا بالتراب.. فنفضونا واتسخنا.. نظفونا جيداً لا يرفض التنظيف غير الميتين ونحن مازلنا علي قيد الوجود نحن اهترانا.. فارتقونا وانتثرنا كالهباء فلملموا منا كإيزيس الأصابع والجيود نحن انكسرنا.. جبرونا وانجرحنا.. فاسعفوا نزف الجراح وحاذروا أن تقفلوا الجرح العميق علي صديد الآن نعترف اعتراف العالقين بذنبهم نحن انحنينا فامتطانا كل طاغية ركعنا تحته.. وأمامه اخترنا السجود فلتنصبوا منا الظهور لترفعوا النير المطأطئ للرقاب وعلمونا كيف ننزع عن معاصمنا القيود نحن افترشنا خوفنا ثم التحفنا بالأنانيات انكحنا رجال المال والسلطان بلدتنا فأنجبت الذين يراهنون علي القوادة والبغايا الآكلات من النهود إذ أقطع العهر القطائع من له في فسقه وفجوره الباع المديد الآن نعترف: اقترفنا ما اقترفنا من سكوت كي مجرد أن نعي علي فتات المائدات يجود من أصحابها فضلا علينا من يجود أنا لعقنا ما تبقي في صحونهم ولكنا من سلال المهملات تخصهم قطع القديد هم أنشبوا الأظفار في الضأن السمين ووفروا لجياعنا ما فاض منهم من عظام أو جلود نهبوا البلاد جميعها نهبوا العباد جميعهم نهباً عظيماً ثم فروا مثل فئران السفينة قافزين علي الحدود كنا ندبج في وعودهم إذا وعدوا المدائح والمسهد في مواجعه تسكنه الوعود سرقوا رغيف الخبز من أفواهنا سرقوا حليب عيالنا سرقوا دواء عليلنا وبطونهم هتافة: هل من مزيد سلبوا البلاد وحولوا المليار فالمليار خارج أرضنا حتي تعرينا.. وذل عزيزنا.. وتهدلت منا القدود يا أيها الآتون من غدنا دعونا نقرأ العنوان يحمله لنا من عندكم ساعي البريد يا أيها الشبان هذا نيلكم مازال يجري يطعم الأطفال.. يسقيهم ويزرع بسمة مصرية فوق الخدود من أجلهم لا أجلنا احموا بمصر حديقة الأطفال هم فيها الورود نحن اكتشفنا أننا كنا علي مصر التي هي في دمانا دون أن ندري تركناها الفريسة للفساد يصيدها من شاء منهم ان يصيد كنا قروداً في المحافل تدعي الأشعار نلقيها البطولة والبطولة ليست الدور المناسب للقرود نحن اكتشفنا أنكم أشبال آباء سوانا ليس فينا من يظن بأننا كنا الأسود بكم اكتشفنا مرة أخري بأن بلادنا أم ولود يا أيها المطر السماوي الذي يروي فيورق كل ما في صدرنا الكلسي من حجر وبيد يا أيها الماء الطهور حلوقنا جفت من الصمت المدوي أنتم النبع الذي انفجر انفجارا بين أرجلنا وكان السير في الصحراء يذبحنا بسكين من العطش العنيد يا أيها النهر الذي اجتاز المسافات السحيقة كي يبل شفاهنا اجتاز الموانع والحواجز والسدود يا أيها الماء الطهور لتنبتونا مرة أخري من الحطب الذي صرنا إليه فلم يقم أبداً لنا في غيبة الفيضان عود يا أيها النار المقدسة اللهيب لتدفئونا بعد أن أخفي ملامحنا الجليد ولتخرجونا من توابيت القنوط وحركونا بعد أن يبست مفاصلنا وأفضينا إلي حال الجمود يا أيها الآتون من غدكم إلينا نحن أشباح تحدثكم من الماضي البعيد أنتم أتيتم مصركم في عز موسمها اتيتم كالهلال علامة لا يتبع الوقفات إلا يوم عيد