* قاسم: يلجأ لها نجوم القوائم السوداء لتصحيح صورتهم من فلول لثوار * صابر: "ويأتى النهار" وثيقة تاريخية فنية عن أسباب اندلاع الثورة بمنطق السبوبة تعامل الكثير من صناع الدراما مع أحداث ثورة 25 يناير، وموجاتها وتطوراتها، فأصبح يتم استدعاء وإقحام مشاهد الثورة على كل عمل درامى يتم إنتاجه، وكأن الحدث الأبرز فى تاريخ مصر المعاصر تحول إلى مجرد سبوبة فنية يقتات بها أهل الدراما بعدما تراجعت صناعتهم مؤخرا لأسباب عدة؛ لعلها تعيد إليها شيئا من الرواج. وبالرغم من قلة عدد الأعمال الدرامية التى يجرى تصويرها حاليا للعرض فى الموسم الرمضانى القادم إلى أن مشاهد الثورة تعد قاسما مشتركا بين هذه الأعمال، الأمر الذى أثار استياء عدد كبير من الفنانين الذين رأوا أن هذه الأعمال لا تقدم عملا فنيا حقيقيا عن الثورة بقدر ما تسعى إلى المتاجرة بها والسلام، فالثورة لم تكتمل بعد ولم تحقق كل أهدافها، ولا زالت العديد من خباياها لم تتكشف والكثير من أحداثها لم تكشف عن الفاعل الحقيقى لها، فكيف لهم إذن أن يقدموا عملا فنيا متكاملا عن الثورة الآن؟! يتفق الناقد الفنى محمود قاسم مع وجهة النظر هذه قائلا: الثورة حدث تاريخى ضخم لم يكتمل بعد، ولكن صناع الدراما يريدونها أن تسلق سريعا كى يقوموا بدورهم بسلق مسلسلاتهم سريعا وطرحها على الجمهور، ووصلت هذه الظاهرة إلى ذروتها فى دراما العام الماضى، ولكنى أظنها ستنحسر فى عام 2013. وأضاف قاسم: نظرية السلق لم تعد جديدة مطلقا على صناع الدراما الذين وصلوا بها لأسوأ حالاتها بعدما أصبحت عيونهم ترتكز على العائد الإعلانى فقط فى رمضان وليذهب المسلسل بجودته ومضمونه ورقى فكره إلى الجحيم فتحولت صناعة الدراما من صناعة فنية راقية لصناعة تجارية بحتة، وبالطبع فإن مشاهد الثورة سلعة رائجة جدا من وجهة نظرهم؟! واعتبر إقدام بعض النجوم على بطولة مسلسلات الثورة رغم رداءتها الفنية لرغبتهم فى مسح أسمائهم من القوائم السوداء التى وضعت لأعداء الثورة فى مهدها، وهم يعتمدون فى ذلك على الذاكرة السمكية للشعب المصرى سريع النسيان، مشيرًا فى نهاية حديثه إلى عدم منطقية غالبية الأعمال التى قدمت عن الثورة مستشهدا بالنهايات الحالمة التى قدمتها للمشاهد، فى حين أن الواقع يؤكد لنا كل يوم أن للثورة تبعات ومشكلات بدهية لم ننته منها بعد. التقطت أطراف الحديث منه، المخرجة رباب حسين، التى قالت: من القواعد الثابتة لأصول العمل الفنى والدرامى أن مناقشة أى حدث تاريخى لم يكتمل بعد من خلال عمل درامى أو سينمائى غير صحيح على الإطلاق؛ لأنه حتما سيكون مشوها، فلا بد أن نبتعد لسنوات عن حدث اندلاع الثورة حتى نراها بوضوح ونتمكن من التأريخ لها فنيا، وحتى نتمكن أيضا من الحكم عليها وعلى نتائجها وأهدافها بوضوح وحرية وموضوعية أيضا بعدما تتشبك كل خيوطها وتكتمل، لذلك أنا ضد استغلال اسم الثورة فى أى عمل فنى حالى. على الجانب الآخر، يرى الكاتب مجدى صابر أن إقحام مشاهد الثورة فى الأعمال الدرامية طبيعى جدا، ويستطرد قائلا: أحترم أى عمل فنى أشار إلى الثورة بوصفها حدثا ضخما ومصيريا فى حياتنا نحن المصريين حتى لو كانت هذه الإشارة أتت مقحمة على عمل ما، فالثورة -فى رأيى- حدث يستحق هذا الإقحام. وأضاف صابر: يجرى الآن تصوير المشاهد الأخيرة من مسلسلى "ويأتى النهار" مع المخرج محمد فاضل، وهو عمل درامى حاولت من خلاله أن أقدم إجابات تاريخية عن سؤال "لماذا قامت الثورة؟!"، واستعرضت من خلال أحداثه كل الأسباب التى أدت إلى اندلاع الثورة بدءا من أحداث المحلة يوم 6 إبريل 2008 التى تمثل فى رأيى الشرارة الأولى للثورة، مرورا بمقتل خالد سعيد، وتفجير كنيسة القديسين، وتزوير انتخابات برلمان 2010. وبالتالى أرى أننى قدمت عملا فنيا تاريخيا مكتملا عن جانب انتهى تماما من عمر الثورة ووضحت كل قواعده وتفاصيله، وبالتالى أيضا من غير المنطقى أن نرفض كل الأعمال الفنية التى تتطرق للثورة؛ لأنها لم تنته بعد ولم تستكمل أهدافها.