أدى الرئيس محمد مرسي صلاة الجمعة بمسجد القدس بالتجمع الخامس، حيث أدى خطبة الجمعة، وأم المصلين الشيخ أشرف الفيل، ودارت خطبة الجمعة عن أهمية بناء الرجال ودروهم في بناء الأمة الإسلامية، حيث أكد الشيخ أن بناء الرجال أهم وأولى من بناء الدولة، فكيف تقوم دولة على رجال يتصفون بالخداع والكذب ويتعمدون نشر الشائعات والفوضى بين الناس وتخويفهم من الجوع والفقر، ولذلك فكر النبي في بداية دعوته ببناء الرجال أولا على العقيدة الصحيحة بتوحيد الله، وأن يعلم الناس أن النافع والضار هو الله. وقال الشيخ أشرف: إن سبب الشر يأتي عندما تضعف النفوس، وتتلون القلوب وتتحول إلى قلوب منافقة، وحينها تظهر أشباه الرجال وأنصاف الرجال، مما يؤدي إلى انهيار الدول. وأكد أن الشر لم يتسلل إلى الأمة في عهد أبو بكر الصديق وطوال عهد عمر حتى وفاته؛ لشدة الحاكم وقوته، ولكنه ظهر وزاد المنافقون في عهد عثمان؛ بسبب شدة حلمه وعفوه، وعدم دفاعه عن نفسه، ولهذا زادت الثورات في عهده حتى قتل، وجاءت الفتنة في عهد علي ومعاوية لما زاد المنافقون. وأكد الشيخ أشرف أن النبي بنى أصحابه على الإخلاص والتوحيد والقوة والشجاعة، مما جعل أبا بكر الصديق حين كان حاكما أن يأخذ قرار منفردا ويصر عليه حين قرر إعلان الحرب على المرتدين بعد رسول الله وقال جملته المشهورة: "والله لو منعوني عقال بعير كان يؤدونه لرسول الله لقاتلتهم عليه. وأضاف أن بناء الرجال أهم من بناء الدول، ولهذا فكر النبي في بداية الدعوة في بناء الرجال، فمكث 13 عاما في مكة يركز على بناء الرجال حتى يستطيعوا حمل لواء الأمة من بعده. وقال الشيخ: إن القرآن فيه الكثير من الآيات التي تطالب الحاكم بالأخذ بالقوة إن رأى ذلك، مستشهدا بقوله تعالى: "إنما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله" إلى آخر الآية الكريمة. وتابع: إن من حق الجميع أن يعترض على الحاكم، ولكن دون أن يعطل مصالح الناس ويقطع عليهم طرقهم، مضيفا أن حكم تعطيل المصالح الناس هو النفي من الأرض،/ أما إذا اقترن بسرقة فحكمه قطع الأيدي وإذا اقترن بقتل فحكمه القصاص. وأكد الشيخ أشرف أن النبي عندما أسس دولة في المدينة كانت دولة إسلامية أي مدنية وليست دينية، مشيرا إلى أن معنى الدولة المدنية أن تستمد قوانينها من الشريعة، فإذا أخطأ الحاكم حوسب، ورجع في خطئه، وأن النبي كان يراجع نفسه عندما كان يصوبه جبريل في أمور كثيرة.