طالبنا الحكومة فى مقالات عدة بأن تطرح علينا خطتها للعمل، وبالفعل وصلتنى عبر البريد الإلكترونى من صديق وليس من رئاسة الوزراء التى كان ينبغى عليها أن تقوم بتوزيع خطتها على وسائل الإعلام وكُتاب الأعمدة لكى تشركهم فى أمرها وتسمع منهم، ومن الرأى العام ردود الأفعال على خطتها، ولكن على أية حال غفر الله للحكومة تقصيرها وسنناقش بمشيئة الله خطتها على حلقات عبر هذا العمود اليومى، وأعدك عزيزى القارئ أن أكون أمينا ومنصفا فى تعليقى على هذه الخطة. تبدأ الخطة بالروافد الأساسية، ثم الرؤية التنموية، واستعراض إستراتيجية التنمية، وطرح خطة التنمية الشاملة، ثم وفى النهاية تضع آليات التنفيذ، وغاب عنها طرق قياس ما يتحقق من أهداف وآليات معالجة القصور والطوارئ. أعرف أن الكلام عن الإستراتيجيات والخطط ثقيل الدم، ولا يتم بلعه بسهولة، ولكن لا بد أن نثقف أنفسنا، وأن نقرأ وأن نتابع ونحلل وألا نكتفى بالهجوم أو الفرجة. فى إطار رؤيتها الجديدة هناك أربعة مناظير رصدتها الخطة، المنظور الأول يتحدث عن رؤيتها للاقتصاد، وتنص الخطة على الانتقال بالاقتصاد من اقتصاد مبنى على الموارد الطبيعية مثل النفط والغاز والمعادن والممرات الطبيعية وغيرها إلى اقتصاد مبنى على المعرفة، وهو ما نجحت فيه دول العالم المتقدم. باختصار -هذا شرحى-، فكلما توفرت وسائل المعرفة الحديثة زادت المعرفة وارتفع الوعى، وهذا يجعل من المواطن نفسه موردا أساسيا من موارد الاقتصاد وليس عالة عليه. والمنظور الثانى هو المنظور الاجتماعى والثقافى، وتطمح الخطة إلى تحقيق توازن مجتمعى تتلاشى فيه الفوارق البينية فى مستويات المعيشة تحقق قيم المواطنة والحفاظ على الموروث الثقافى والأخلاقى، بالبلدى الحفاظ على الطبقة المتوسطة التى تلاشت عبر عقود مضت، حيث يكون هناك مسافات قريبة يمكن عبورها بين الطبقات وليست فجوات عميقة يصعب جسرها. أما المنظور الثالث فهو المنظور العمرانى والبيئى، وتسعى فيه الخطة إلى اتساع المعمور السكانى المصرى بدلا من انحساره كما هو الآن بما لا يضر بالتوازن البيئى بالطبع. والمنظور الرابع هو المنظور السياسى، وتأمل فيه الخطة أن تتسع آفاق المناخ الديمقراطى لتترسخ معه قيم المشاركة المجتمعية والمواطنة والمساواة فى الحقوق والواجبات. تسألنى.. هل لدىّ تعليق على هذا الجزء الرؤيوى فى الخطة، أقول لك نعم، لقد غاب عنه مفهوم الشراكة المجتمعية خصوصا فى مجال الاقتصاد، كما لم تذكر شيئا عن القطاع الخاص ضمن هذه الرؤية.