رغم انهماك ممثلي الدول الإسلامية في القضايا السياسية والاقتصادية في القمة الإسلامية التي تعقد في القاهرة، إلا أن البحث العلمي ظل حاضرا على هامش هذه اللقاءات. فقد عقد على هامش الاجتماعات الوزارية التحضيرية للقمة مؤتمرا يلقي الضوء على مشروع "أطلس العالم الإسلامي"، وهو ما كان باكورة انتاجه كتابان عن البحث العلمي في كل من مصر وماليزيا. تحدث الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي "أكمل الدين إحسان أوغلي" عن بداية الفكرة قائلا: إن انطلاق مشروع أطلس العالم الإسلامي في كل من مصر وماليزيا بدأ منذ 5 سنوات، حيث تم إطلاق مشروع "أطلس الابتكار في العالم الإسلامي، وذلك بالاشتراك مع الجمعية الملكية في بريطانيا، والمجلس الثقافي البريطاني، بالاضافة لمركز البحوث والدراسات التابع للمنظمة علاوة على البنك الإسلامي للتنمية. وأوضح أوغلي أن الهدف هو تحديد الاتجهات والمسارات الرئيسية لاتجاهات العلوم في الدول الأعضاء؛ مضيفا أن هناك لجنة دائمة للعلوم والتكنولوجيا تجتمع بصفة دورية؛ كما أن هناك خطة عشرية لمنظمة التعاون الإسلامي تمت الموافقة عليها في 2005، وكان من بين بنودها هدف للارتقاء بالعلوم والتكنولوجيا في الدول الأعضاء، مشيرا أن ذلك كان اقتراحه. وعن الهدف المحدد للارتقاء بالبحث العلمي أوضح الأمين العام لمنظمة المؤتمر الإسلامي أن الهدف كان زيادة الإنفاق من ميزانية الدولة على البحث العلمي ليصل إلى واحد بالمائة منها، وكان الإنفاق الفعلي في 2005 حوالي 0.2 بالمائة فقط. وعن التقدم الحادث نحو الهدف قال أوغلي: إن متوسط الإنفاق الآن في الدول أعضاء المنظمة وصل الى 0.81 بالمائة من الميزانية؛ مضيفا أن الهدف الحالي هو الدخول ضمن المجموعة الثانية من الدول والتي تبلغ ميزانية البحث العلمي فيها اثنين بالمائة، موضحا أن في بعض الدول الأعضاء قاربت نسبة الإنفاق واحد بالمائة. وعن أبرز المنجزات العلمية في الدول الأعضاء أوضح أوغلي أن النشريات العلمية تضاعفت، كما أن هناك اهتماما جادا بهذا العمل العلمي؛ وعدد الإصدارات العلمية في 2005 كان 18 ألفا وفي 2012 وصل 93 ألفا، إضافة إلى أن هناك 18 جامعة دخلت في 500 جامعة الأولى طبقا ل"مؤسسة الولاياتالمتحدة". وتقدم أوغلي بالشكر لمصر وماليزيا والجهات التي مولت أطلسي العالم الإسلامي في مصر وماليزيا؛ مشيرا إلى العمل على إنجاز تقارير أخرى لخمس دول منها الأردن ونيجيريا؛ كما أعلن أوغلي عن تنظيم أول قمة عن العلوم والتكنولوجيا هذا العام. وعقب عرض الجالنب الماليزي لأطلس العالم الإسلامي في ماليزيا؛ أوضح ماجد الشربيني رئيس الأكاديمية، أن الأطلس ساهم فيه أكثر من 50 مساهما بين باحث ومؤسسة منها مكتبة الإسكندرية. وأوضح الشربيني أن مصر تفقد 1.8 بالمائة من طاقتها البشرية العلمية سنويا. وعن وضع البحث العلمي في مصر قال الشربيني: إن عدد الباحثين يزداد، وتوجد زيادة في تمويل البحث العلمي في دولنا عن الدول الغنية بشكل نسبي بالطبع، مع الفارق الكبير في كمية الإنفاق. وأضاف نائب وزيرة البحث العلمي في مصر أن مصر تتطلع لإنفاق اثنين بالمائة من ميزانيتها على البحث العلمي لكنه أوضح أن "معظم إنفاقنا يأتي من الحكومة 89 بالمائة؛ وكنا نود الوصول لنسبة اثنين بالمائة لكننا نحتاج ل30 بالمائة ميزانية إضافية من المنظمات غير الحكومية". وعلق أوغلي على ذلك بقوله "لو أن مصر استطاعت أن تنفق اثنين بالمائة قبل 2015 فستكون أول دولة تحقق ذلك من بين دول المنظمة والتي تعد ثاني أكبر منظمة عالمية بعد الأممالمتحدة.