أستغرب عندما أخرج فى أى لقاء تليفزيونى مع أحد من ممثلى جبهة "إحراق" مصر، وأجده يدافع عن البلطجية واللصوص والصيع الذين يحرقون مؤسسات الدولة ويعطلون الكبارى والمترو، وينهبون خزائن المحافظات وأجهزة التكييف والتليفزيون بها، وبالمقابل يتحدث عن "العنف المفرط" من الشرطة ضد من يطلقون النار والخرطوش والمولوتوف على جنود الشرطة الذين يتذمرون من منع الرئاسة حملهم أسلحة منذ انتصار الثورة، وقصر أدواتهم على الغاز المسيل للدموع، ثم يقول لك "نحن أدنا العنف"!!. وعندما أسأله: هل تؤيد سرقة خزينة مترو الأنفاق، ونهب مقار المحافظات والشرطة، وقطع الطرق وتحطيم واجهات الفنادق، وإلقاء المولوتوف عليها، واغتصاب من يدعون أنهم من "الثوار الأحرار" ل18 فتاة فى ميدان التحرير ليلة الاحتفال بالذكرى الثانية للثورة؟.. ينفعل ويحدثنى عن حرية المصريين فى التظاهر، وهو يراهم بعينه وهم يحرقون البلاد وينهبون المصالح الحكومية!. أعضاء جبهة "الخراب" وصحف وفضائيات غسيل الأموال المعبرة عنهم، لا يزالون مستمرين فى توفير الغطاء السياسى للبلطجية والمخربين، وهدم الاقتصاد وترويع المواطنين الآمنين، ويتصورون أن انفجار الغضب فى بورسعيد على أحكام مجزرة كرة القدم، وانتشار جرائم قطع الطرق والحرق والنهب فى مدن أخرى، هى فرصة لهم للمزيد من ابتزاز الرئيس مرسى والحكومة والضغط عليه من خلال رفع سقف المطالبات أو الدعوة إلى المزيد من المظاهرات والعنف!. هناك فارق بين حرية التظاهر والتعبير السلمى -ولا ننسى أن ثورة 25 يناير نجحت لأنها سلمية- وبين الحرق والنهب والتخريب، الذى يحدث حاليا بصورة مخططة وممنهجة من قبل الصيع والبلطجية واللصوص المأجورين مدفوعى الأجر.. فهؤلاء لا حرية لهم، ومكانهم الطبيعى هو السجن، ومن يدافع عنهم يوفر لهم الغطاء السياسى ويكون شريكا فى جرائمهم. جبهة الخراب تتصور خطأ أن الرئيس المنتخب فى مأزق؛ لأنهم يشعلون الحرائق من حوله فى كل مكان، ولذلك تعلى سقف مطالبها حتى إنهم بدءوا يتحدثون مرة أخرى عن مجلس رئاسى، أو انتخابات رئاسية مبكرة، وظهرت مطامعهم الحقيقية فى الكرسى بأى شكل، فهم يريدون هدم كل ما سبق والبدء من الصفر: دستور جديد على مقاسهم بدل الذى وافق عليه المصريون، وانتخابات رئاسية وبرلمانية جديدة، لعل وعسى ينجحون فيها بعدما سقطوا فى كل الانتخابات التى دخلوها.. والخلاصة أنهم لا يتعلمون من فشلهم، ومستعدون حتى لإشعال حرب أهلية طالما ستوصلهم إلى كرسى السلطة!. هؤلاء السياسيون "على ما تُفرج" يتصورون أنهم الصوت الوحيد العالى المؤثر فى البلاد، وأن شروطهم مسموعة، والرئيس سيرتعب من تهديداتهم الحنجورية على الفضائيات وإشعالهم النار فى الشارع، وترويعهم للمصريين، وينسون أن هناك "أغلبية" من الشعب -على رأسها التيارات والقوى الإسلامية المختلفة- ترفض أى تعد على شرعية الرئيس المنتخب ومؤسسات الدولة، وسوف تتصدى لهؤلاء المخربين ومخططاتهم لحرق مصر، ولن تسمح بتمرير مخططهم لعزل الرئيس أو هدم مؤسسات الدولة، ولكنهم "صابرون" لا "خائفون" من أقزام جبهة "الإنقاذ"، ويغلّبون المصلحة العامة، ولا يزالون يعولون على العقلاء لا المتآمرين. الحل لم يكن ولن يكون عبر لعبة عض الأصابع التى تلجأ إليها "الإنقاذ"، ولن يكون بابتزاز الرئيس بمزيد من إشعال الحرائق للضغط عليه، متصورين أن سيناريو عزل مبارك سيتكرر؛ لأن الحالة مختلفة تماما.. فلدينا رئيس شرعى منتخب تؤيده الأغلبية الصامتة من الشعب، ولدينا حرية إعلام تصل إلى حد التطاول على الرئيس وكل رموز البلد، وبالمقابل لدينا تيار معارض مسلح فاشل يختلف عن المعارضة السلمية القوية الموحدة التى أنجحت ثورة 25 يناير. احترسوا يا جبهة "الخراب".. فالشعب لم يقل كلمته بعد وصابر، وإصراركم على مخطط الفوضى لعزل الرئيس ب"القوة المسلحة" سيؤسس سُنة سيئة فى مصر، لن يكون فى مقدور أى رئيس بعدها -ولو من جبهة "الإنقاذ"- أن يعتلى السلطة شهرا واحد بعد هذا، طالما أن الوصول للسلطة أصبح بالقوة المسلحة والعنف لا صناديق الانتخابات والحوار!.