"إيدى فى إيدك ننهض ببلدنا ونحقق أهداف ثورتنا".. "دعوة لكل مخلص لبلده ومحب للاستقرار ويسعى للعمل والإنتاج".. "هنخلى يوم 25 يناير 2013 يوما فى حب مصر، وهتكون حملة يشارك فيها كل مواطن مصرى أيا كان موقعه ووظيفته، يعنى لو كنت طبيبا اعمل كشفا مجانيا ليوم واحد، ولو كنت مهندسا خصص يوما مجانيا للاستشارات، ولو كنت مدرسا خلى المجموعات مجانية لمدة يوم واحد، ولو كنت سائقا وصل الزباين اليوم ده مجانى، ولو كنت شاب لسه مشتغلتش اعمل مجموعات أنت وأصحابك لتوعية الناس بأى قيمة إيجابية أو للمشاركة فى حملات نظافة وتشجير الشوارع".. انتشرت تلك المبادرات من خلال صفحات على موقع التواصل الاجتماعى "فيس بوك" بمناسبة احتفالات الشباب بالذكرى الثانية لثورة 25 يناير، والذين ما زالوا يؤكدون شرعية مطالبهم الثورية بالعيش والحرية والعدالة الاجتماعية والكرامة الإنسانية، حيث دعت المبادرات الجميع إلى بذل أقصى جهد ممكن للارتقاء بالوطن والوقوف فى وجه كل من يحاول تخريب وإفساد حياة المواطنين أو بث الشائعات والفتن التى تعمل على تفتيت وحدة المجتمع. مليونيات خيرية ومن ضمن هذه المبادرات حملتا (مصر يا أم.. ولادك أهُم) و(مليونية الخير) التى يشارك فيها شباب حزب الحرية والعدالة وتتضمن: القواقل الطبية المجانية، رعاية الفقراء والمحتاجين، تنظيف الشوارع، تخفيف الأعباء عن البيت المصرى بعرض سلع منخفضة الأسعار، التبرع بالدم. وبجانب هذه الحملات العملية هناك حملات أخرى دعوية متزامنة مع الذكرى العطرة لمولد النبى الكريم صلى الله عليه وسلم منها (مليونية قيام الليل) وهى دعوة شبابية للصلاة وقيام ليلة 25 يناير والدعاء بأن يحفظ الله مصر من شر المكائد والفتن. قيمة القراءة وتتمنى فجر على -كاتبة- أن يكون 25 يناير هذا العام بداية طيبة للشباب مع القراءة، خاصة أن الوقت متزامن مع افتتاح معرض الكتاب، وإن كانت قيمة القراءة مهمة، ولكن الأهم هو كيف يعود الشباب إلى القراءة فى ظل الغزو التكنولوجى الذى يحيط بنا، وكذلك ماذا يقرأ الشباب، وكيف يستفيد مما يقرأ؟ وتبين فجر أن ذكرى الثورة لا بد أن تشهد توحيد للصف الإسلامى والقوى الإسلامية التى بدت فى الآونة الأخيرة فى صراع ونفكك أضعف موقفها بشكل كبير. ويؤكد عبد الرحمن أحمد -طبيب ومن شباب حزب الحرية والعدالة- أن مطالب الشباب الثورية بالعيش والحرية والعدالة الاجتماعية والكرامة الإنسانية ما زالت مستمرة، ولكن بشكل إيجابى وحضارى ومحاولات جادة ودءوبة للعمل والمشاركة فى بناء الوطن والتصدى لأبواق الإعلام المضلل الذى يسعى إلى إحراق البلاد. تغيير سلوكياتنا وعن مشاركتها فى تلك المبادرات تقول مريم أبو الفضل -باحثة-: "جاءتنا الفكرة كفريق عمل شبابى من خلال رغبتنا فى النهوض ببلدنا، ومواجهة ما يحدث من بعض الفئات التى تحاول تخريب البلد، وإدخالها فى نفق مظلم، والانقلاب على شرعية الرئيس المنتخب، بأن نجعل يوم 25 يناير يوم عمل وإنتاج ونداء للجميع بوقف فترة الإضرابات والاحتجاجات والمظاهرات الفئوية التى تشهدها البلاد، وكذلك ردا على الدعوات المطالبة بجعل هذا اليوم (مليونية إسقاط الرئيس). وتضيف مريم: "ولأن ذكرى الثورة تتزامن مع المولد النبوى الشريف فإننا نسعى أيضا من خلال تلك المبادرة إلى التأكيد على ضرورة تحلى الجميع بأخلاقيات الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم بتغيير السلوكيات والتصرفات السلبية إلى سلوكيات إيجابية، من خلال فرق عمل متعددة تنتشر فى كل المناطق، فالبعض يتخصص فى تشجير منطقة معينة، والبعض فى إزالة الكلمات الهابطة والصور القبيحة من على الجدران، والبعض فى توعية سائقى الميكروباصات والأتوبيسات بالأخلاقيات العامة وبقواعد السلامة التى تحفظ أرواح الركاب. شباب إيجابى ويؤكد د. رمضان محمود درويش -أستاذ الصحة النفسية بكلية التربية جامعة الأزهر- أن شباب مصر فيه الخير دائما، ولم يفقد الأمل، ولم يشعر باليأس والإحباط بسبب الظروف التى تمر بها البلاد، لأن الشباب الوطنى المخلص يشعر بالأزمات التى يمر بها وطنه ويجد فى عمله بحب وتفانٍ حتى تمر تلك المرحلة على خير، والشباب الذى يفخر بانتمائه لهذا الوطن لا يأبه بالشائعات والأكاذيب التى يبثها الإعلام المغرض لتحقيق مآرب لا تخفى على أحد، ولا يلتفت إلى صراخ البعض بأن مصر سوف تفلس وسينهار الاقتصاد خلال بضعة أشهر، ولكن الشباب يواصلون سعيهم الحثيث فى العمل والإنتاج وهم يدركون ماهية المرحلة الانتقالية التى تمر بها البلاد، ويترقبون فى أمل وتفاؤل تحقيق طموحاتهم وأحلامهم لوطنهم ولأنفسهم. ويشير د. رمضان إلى أن الشباب صاحب هذه المبادرات هو بحق شباب إيجابى، أما الفئة التى تنساق وراء تلك الشائعات التى ليس لها أساس من الصحة فهؤلاء لا يتحلون بالرؤية السليمة للأمور حتى لو كانوا متعلمين ومثقفين، ولذا فهم يتركون أنفسهم فريسة لما يثار وعرضة لتصديق كل ما يبثه الإعلام من فتن وأكاذيب وقلب للحقائق ورؤية تشاؤمية باستخدام مصطلحات متعمدة وتخويف الناس من عدم استقرار أوضاع البلاد. بداية جديدة ويبين درويش أن معظم الشباب بمختلف توجهاته ما زال يتمسك بالأمل والتفاؤل والجد فى الدراسة والعمل والإنتاج، أما من يتخلى عن وطنه فى تلك المرحلة وينساق وراء المظاهرات والاعتصامات والإضرابات فلن يجنى سوى الخسارة، وما يحدث من البعض لا يعد معارضة بل هى مكايدة سياسية تسعى إلى خراب البلد وليس إنقاذها وتستهدف الشباب غير الواعى وتستعملهم لتحقيق أغراضها. وحتى يكون الاحتفال بذكرى الثورة إيجابيا يحث د. رمضان الشباب على العمل والإنتاج، وأن يؤدى كل منهم دوره فى مكانه كالعامل والطالب والمهندس والطبيب والمدرس، وتفعيل المزيد من تلك المبادرات الإيجابية، وترك الاعتصامات والمظاهرات والإضرابات لأن البلد تحتاج الآن إلى جهود شبابها بكامل طاقاتهم. وغرس الحرص على وجود أهداف فى حياة الشباب، والتفاؤل، والدافعية إلى الإنجاز، وزيادة مستوى الطموح، كل هذه سمات شخصية مكتسبة من الأسرة ودور العبادة والمؤسسات التعليمية ووسائل الإعلام، ولا تأتى بين عشية وضحاها، ولكن بالتربية والتأهيل والتدريب منذ الصغر وتعد عملية مستمرة خلال مراحل حياة الفرد. وعلى الشباب أن ينظر إلى الجوانب الإيجابية دائما، ويتخلص من السلبيات التى قد تعيقه عن تحقيق أهدافه وطموحاته، وعلى سبيل المثال تعد المرحلة الانتقالية التى تمر بها مصر من أفضل ما مرت به دول الربيع العربى، وأن مصر بوضعها الإستراتيجى والجغرافى والتاريخى لن تفلس، ويكفى أننا فى معمعة الثورة لم تتعرض للإفلاس، وهى قادرة على أن تنجو من تلك الهزة الاقتصادية المؤقتة، وتوفر فرص العمل والحياة الكريمة للشباب.