هنأ د. علي جمعة، مفتي الجمهورية، الرئيس محمد مرسي وجموع المسلمين في مصر والدول العربية والإسلامية وجموع المسلمين في دول العالم بمناسبة الاحتفال بذكرى المولد النبوي الشريف، داعيا المولى عز وجل أن يعيد أمثال هذه المناسبة الجليلة على مصرنا الغالية وعلى شعبنا العظيم بالخير واليمن والبركات. وطالب العلماء والدعاة بتبني خطاب ديني جديد يحقق معاني الوحدة والتسامح بين المصريين، ويتناسب وروح العصر الذي نعيش فيه متسلحا بأدواته، وينشر بين الشباب بصفة خاصة قيم الاعتدال والوسطية والتسامح والحوار ويواجه جميع دعاوى الغلو والتطرف ويتصدى لأي صوت ينسب للإسلام والمسلمين ما ليس فيهم. وقال مفتي الجمهورية في كلمة له بمناسبة المولد النبوي: إن المشاركة الحقيقية والمخلصة من كافة المواطنين والعمل بروح الفريق هي الضمانة الحقيقية لنجاح مسيرة هذه الأمة لاستعادة دورها ليس فقط على المستوى الاقتصادي والسياسي والثقافي بل على جميع المستويات الإنسانية. وأضاف: إن المستقبل الذي نسعى إليه لن يتحقق بالكلمات والشعارات والتمني، وإنما تحققه مشاركة فاعلة جادة تدفع وتدعم مسيرة أبناء مصر إلى الأمام لتسهم مصرنا الغالية في إحداث زخم حضاري جديد يدعم مسيرة أمتنا وعالمنا الإسلامي للرقي والتقدم. وأوضح المفتي في كلمته أنه يجب علينا استخلاص الدليل والمنهج والأسوة من مولده صلى الله عليه وسلم لحياتنا المعاصرة حيث كان ميلاده صلى الله عليه وسلم ثورة على ظُلم الجاهلية وظَلامها، وكانت بعثته مبعث تغيير لركام العقائد الفاسدة والمناهج الكاسدة، وكانت نبوته مفتتح حياة من الأمل الفسيح والعمل الصحيح، وكانت هجرته نقلة حضارية لبناء دولة المساواة والإخاء وإرساء دستور المدينة الفاضلة الحقيقية، تلك الدولة التي قامت على سواعد شباب صحابته رضي الله عنهم وجسارتهم وصمودهم، فحريٌّ بنا أن نتخذ من سيرته العطرة منارة لمستقبل تعمه العدالة واحترام الحقوق والحريات الإنسانية ويسوده الرخاء والتماسك. ولفت في كلمته إلى أنه ما أحوج الأمة خلال هذه المرحلة الدقيقة من عمرها أن تتأسى بذكرى مولد نبي الله (صلى الله عليه وسلم)، وبسيرته الكريمة وما أرساه من قيم العمل والمثابرة والتصميم لتكون سببا رئيسا لشحذ وتقوية عزيمتنا في مواجهة تحديات الحاضر، وتدفع مسيرتنا لتحقيق آمال وطموحات كل شعب مصر في مستقبل أفضل.