عندما خسر المنتخب الوطنى أمام نظيره الغانى بثلاثة أهداف دون رد فى أولى تجاربه الودية بمعسكره الأخير فى العاصمة الإماراتية أبو ظبى، تحدث بعض المتابعين عن غياب القوام الأساسى من نجوم الأهلى عن تشكيلة الفريق لوجودهم مع ناديهم فى مباراته مع الهلال السعودى فى اعتزال مدافعه عبد الله الشريدة، قبل أن تلقى خسارته الأخيرة أمام نظيره الإيفوارى بهدفين لأربعة فى ثانى هذه التجارب وفى حضور هؤلاء النجوم لتدق ناقوس الخطر ل"منتخب الساجدين" قبل لقائه مع زيمبابوى فى تصفيات كأس العالم فى الثالث والعشرين من مارس المقبل. وعلى الرغم من أن هذا التراجع جاء بعيدا عن المواجهات الرسمية وأمام منافسين يسبقاننا فى الجاهزية الفنية والبدنية والتصنيف العالمى، إلا أن تلقى المنتخب خسارتين متتاليتين وثقيلتين لأول مرة مع الجهاز الفنى الحالى منذ توليه المسئولية فى سبتمبر 2011، أصبح أمرا مثيرا للقلق للجماهير المصرية التواقة إلى مشاهدة فريقها الوطنى فى نهائيات كأس العالم بالبرازيل صيف 2014. لغة الأرقام تقول: إن المنتخب خاض مع جهازه الفنى الحالى بقيادة الأمريكى بوب برادلى 21 لقاء قبل معسكره الأخير ولم يخسر سوى ثلاثة لقاءات فقط، الأول بهدفين دون رد أمام البرازيل فى الرابع عشر من نوفمبر 2011 فى العاصمة القطرية الدوحة، والثانى أمام إفريقيا الوسطى فى تصفيات أمم إفريقيا بهدفين لثلاثة على ملعب برج العرب فى الخامس عشر من يونيو 2011، أما الثالث فكان أمام تونس بهدف دون رد فى معسكر سابق بالإمارات فى السادس عشر من أكتوبر 2012. فى باقى النتائج فاز المنتخب فى 13 لقاء، منها لقاءاه الرسميان فى تصفيات المونديال أمام موزمبيق داخل أرضه بهدفين مقابل لا شىء، وغينيا خارجها بثلاثة أهداف لهدفين، مقابل 5 تعادلات، وسجل 38 هدفا، ولم تهتز شباكه سوى 15 مرة، وهى أرقام لها دلالتها إذا قورنت بما تحقق أمام "البلاك ستارز" و"الأفيال البرتقالية" التى تكبد فيها خسارتين وتلقت شباكه 7 أهداف ولم يسجل سوى هدفين. والسؤال الذى يطرح نفسه الآن: ما سبب هذا التراجع؟ وهل هو مؤقت أم قابل للتفاقم؟ وهل توقف لاعبو الأهلى الذين يشكلون القوام الأساسى للمنتخب عن المشاركات الرسمية منذ لقائهم مع مونتيرى المكسيكى على الميدالية البرونزية فى السادس عشر من ديسمبر الماضى أسهم فى هذا التراجع الذى بدأ منذ توقف النشاط فى الأول من فبراير الماضى بعد اللقاء الكارثى بين المصرى والأهلى على ملعب بورسعيد؟