يوم الجمعة الماضية تطوع "باسم يوسف" مقدم برنامج (البرنامج) بتقديم خدمة للوبى الصهيونى فى أمريكا ومراكز الرصد لكل ما يتعلق بالرئاسة المصرية والإسلاميين ممثلة فى مؤسسة (ميمرى) التى ترصد ما يبث عن إسرائيل عبر الفضائيات والصحف العربية و(Jewish News One)، عندما بث مقطعا مجتزئا من خطاب ألقاه مرسى عام 2010 ينتقد فيه العدوان والحصار الإسرائيلى لغزة ويصف الصهاينة بمصاصى دماء الفلسطينيين العزل وبأنهم دعاة حرب ومن سلالة القردة والخنازير. وقد تم تداول شريط الفيديو الذى بثه باسم يوسف (الذى سبق أن امتدحت برنامجه صحيفة هاآرتس لأنه يسخر من د. مرسى والإسلاميين) عبر (ميميرى تى فى) وشبكات إخبارية يهودية، بما فى ذلك (JN1)، وأثار طرح وتوزيع شريط الفيديو على نطاق واسع تساؤلا حول علاقة هذا بالزيارة التى يستعد د. مرسى للقيام بها لواشنطن فى مارس!؟. ثم تلقفت صحيفة "نيويورك تايمز" ما نقلته المواقع الصهيونية من تصريحات مرسى التى قالوا إنها "معادية للسامية"، ومعها "جويش كونيكل" ومجلة "فوربس"، وبدأت تحرض نواب الكونجرس لمنع المعونة العسكرية عن مصر بالتزامن مع مناقشات الكونجرس لتسليم مصر طائرات حديثة طراز إف-16 ودبابات آبرامز طراز M1A1، وحثت "فوربس" الإدارة الأمريكية على اتخاذ خطوات صارمة ضد الرئيس قبل زيارته لواشنطن. عندئذ بدأ دور الخارجية الأمريكية والبيت الأبيض الذى أدان "تصريحات" مرسى عام 2010، وقال إن اللغة التى استخدمها مرسى "مهينة بشدة"، وإن المسئولين الأمريكيين عبروا للحكومة المصرية عن القلق فى هذا الشأن!. وعندما أجرى "وولف بليتزر" مراسل سى إن إن –وهو يهودى يكتب فى صحف يهودية مثل (واشنطن جويش ويك) وصحيفة (فوروارد)- حوارا مع الرئيس مرسى انتقده صهاينة قائلين: لماذا لم يوجه "ولف" أى أسئلة عن القردة والخنازير للرئيس مرسى؟ وهل لا يزال يعتقد أنه ينبغى مقاطعة أمريكا؟، ولكن "جون ماكين" رئيس لجنة العلاقات الخارجية ورئيس لجنة الخدمات العسكرية بمجلس الشيوخ هو الذى أبلغ الرئيس محمد مرسى أن الولاياتالمتحدة تعارض البيان الذى أصدره منذ أعوام بشأن "اليهود"، وكان من الواضح أنه يربط بين اعتذار أو توضيح يصدر من الرئيس وبين موافقة أمريكا على إرسال الطائرات والدبابات لمصر!!. وقد أخطأت الرئاسة المصرية حينما أعلنت –على لسان د. ياسر على- أن الرئيس مرسى أكّد ل"ماكين" أن تصريحاته أُذيعت مجتزئة من سياق تعليق له على العدوان الإسرائيلى على الفلسطينيين فى قطاع غزة، وأن الرئيس يفصل بين الديانة اليهودية والمنتمين إليها، وبين الممارسات الصهيونية العنيفة تجاه الفلسطينيين العزّل؛ لأن مصر الثورة لم يكن عليها أن تعير هذه الحملات الصهيونية والضغوط الأمريكية اعتبارا ولا تسمح أصلا ل"ماكين" أو غيره أن يراجع الرئيس فيما قاله سابقا أو يقوله حاليا حتى لو كان هذا سيؤثر على المعونة العسكرية رغم أنهم أحرص على إعطائها لنا. بل إن جراهام ليندسي، عضو الكونجرس اعترف علنا عقب اللقاء مع الرئيس بذلك قائلا: "إن العلاقات الاقتصادية والعسكرية والسياسية مع مصر فى مصلحة أمريكا"!. جبهة الإنقاذ هرولت للقاء ماكين لتشكو له مرسى والإخوان.. وإسرائيل هرولت لأمريكا لتشكو لها عداء مرسى للسامية.. ويجب أن نتذكر دوما أن الشعب ثار فى 25 يناير من أجل كرامته أولا واستقلال قراره عن الامتلاءات الخارجية وهى رسالة يجب أن يقولها الرئيس مرسى بوضوح فى قلب واشنطن عندما يزورها.